في ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء، استيقظ سكان عدد من الدول المحيطة بشرق البحر المتوسط على وقع هزة أرضية عنيفة، أثارت القلق والتساؤلات حول مصدرها ومدى تأثيرها ووفقًا للمركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل، بلغت قوة الزلزال 6.6 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزه في شرق البحر المتوسط بالقرب من جزيرة رودس اليونانية، على بعد حوالي 26 كيلومترًا من الجزيرة.

 

زلزال عنيف يضرب شرق البحر المتوسط بقوة 6.6 ريختر ويهز 9 دول بينها مصر والسعودية

وقد شعر بالزلزال سكان عدة دول في المنطقة، أبرزها مصر والسعودية، بالإضافة إلى تركيا، سوريا، فلسطين، لبنان، قبرص، الأردن، واليونان، في واحد من أكثر الزلازل اتساعًا من حيث التأثير خلال الأشهر الأخيرة.

 

تفاصيل الزلزال وتوقيته

وقع الزلزال في تمام الساعة 2:22 صباحًا بتوقيت القاهرة، حيث سجلت أجهزة الرصد الهزة على عمق متوسط في قاع البحر، وهو ما ساعد في وصول تأثيره إلى نطاق جغرافي واسع ورغم أن مركز الزلزال كان بعيدًا عن اليابسة، إلا أن شدته كانت كافية لإحداث اهتزازات شعر بها السكان في مدن ومناطق تبعد مئات الكيلومترات عن المركز.

 

مصر: الهزة تصل إلى القاهرة الكبرى وعدة محافظات

في مصر، شعر سكان القاهرة الكبرى، بما في ذلك العاصمة والجيزة والقليوبية، بالهزة الأرضية بشكل واضح، حيث أبلغ كثيرون عن استيقاظهم من النوم بسبب اهتزاز الأثاث ونوافذ المنازل. كما وردت تقارير مماثلة من محافظات أخرى مثل الإسكندرية، الشرقية، المنوفية، الدقهلية، والسويس.

 

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية جسيمة داخل مصر، إلا أن الجهات المعنية تتابع عن كثب لرصد أي تأثيرات محتملة، وتطمئن المواطنين بعدم وجود داعٍ للذعر.

 

السعودية ودول الجوار: شعور محدود بالهزة

في المملكة العربية السعودية، أكد عدد من السكان في بعض المناطق الغربية والشمالية شعورهم بهزة خفيفة، دون أن يكون لها تأثير مباشر أو تسبب في أي أضرار كما وصلت تأثيرات الزلزال إلى تركيا وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن بدرجات متفاوتة، حيث شعرت بها بعض المدن الساحلية بشكل أكبر.

 

وتراقب مراكز الرصد الزلزالي في هذه الدول الموقف، خاصةً مع احتمالية حدوث توابع أو هزات ارتدادية خفيفة، وهي ظاهرة معتادة عقب الزلازل المتوسطة إلى القوية.

 

الموقع الجغرافي للزلزال وتأثيره في شرق المتوسط

يقع مركز الزلزال في منطقة نشطة زلزاليًا تُعرف بـ"الحزام الزلزالي الشرقي للبحر المتوسط"، حيث تلتقي الصفائح التكتونية الإفريقية والأوراسية وهذه المنطقة تعد من بين أكثر المناطق عرضة للزلازل في المنطقة، وتاريخها حافل بعدة زلازل قوية أثرت في دول متعددة في السابق.

 

وبحسب بيانات المركز الأورومتوسطي، فإن الزلزال الأخير ليس الأول من نوعه في تلك المنطقة، إلا أن اتساع نطاق الإحساس به يؤكد قوته النسبية واحتمالية استمرار النشاط الزلزالي خلال الفترة المقبلة.

 

إجراءات السلامة وتحذيرات الخبراء

رغم عدم تسجيل أضرار كبيرة حتى الآن، يُوصي الخبراء بضرورة توخي الحذر في مثل هذه الحالات، خصوصًا في الأبنية القديمة أو غير المؤهلة لمقاومة الزلازل كما ينصح السكان بتجنب الأماكن القريبة من النوافذ الثقيلة أو الأجسام القابلة للسقوط، ومتابعة تعليمات الدفاع المدني والمراكز الرسمية لرصد الزلازل.

 

وفي حالات الهزات الأرضية، يُفضل دائمًا البقاء في أماكن آمنة داخل المبنى مثل الزوايا أو تحت الطاولات، وعدم استخدام المصاعد، مع الاستعداد لاحتمال وقوع هزات ارتدادية.

 

الزلزال الذي ضرب شرق البحر المتوسط صباح اليوم يُعد تذكيرًا حقيقيًا بأن المنطقة لا تزال ضمن نطاق النشاط الزلزالي النشط، حتى وإن كانت معظم الهزات تحدث تحت البحر أو على مسافات بعيدة من اليابسة.

 

ومع ذلك فإن الشعور الواسع بالهزة في تسع دول، بما في ذلك مصر والسعودية، يؤكد أهمية الجاهزية والتوعية المستمرة في مواجهة الظواهر الطبيعية المفاجئة، لضمان سلامة المواطنين وتقليل الأضرار المحتملة.