أعلنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي رسميًا اختيار فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، ليكون خطيب صلاة عيد الأضحى المبارك لعام 2025 في المسجد الحرام بمكة المكرمة.

 

الشيخ ماهر المعيقلي خطيبًا لصلاة عيد الأضحى 2025 بالمسجد الحرام

يأتي هذا الإعلان في وقتٍ تستعد فيه الأمة الإسلامية لاستقبال عيد الأضحى، الذي يوافق هذا العام الجمعة 10 ذو الحجة 1446هـ الموافق 6 يونيو 2025م، في أجواء روحانية ومباركة تشهدها مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث يتجه الملايين من الحجاج إلى منى ومزدلفة استعدادًا ليوم النحر.

 

وكان فضيلة الشيخ الدكتور المعيقلي قد أُوكلت إليه مهمة خطبة يوم عرفة في العام الماضي، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة في علمه ومنهجه وخطابه الدعوي المتوازن.

 

المسيرة العلمية للشيخ ماهر المعيقلي

ولد الشيخ ماهر المعيقلي ونشأ في المملكة العربية السعودية، حيث تلقى تعليمه الأولي، ثم التحق بكلية المعلمين في المدينة المنورة وتخرج فيها، قبل أن يتجه لاستكمال دراساته العليا، حيث حصل على درجة الماجستير في الفقه من كلية الشريعة بجامعة أم القرى عام 1425هـ، وكان موضوع رسالته: "مسائل الإمام أحمد الفقهية برواية عبدالملك الميموني"، ونال فيها تقدير ممتاز.

 

استمر المعيقلي في طريقه الأكاديمي، حتى حصل على درجة الدكتوراه في الفقه الشافعي من الجامعة ذاتها في عام 1434هـ، بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وكان موضوع الرسالة: تحقيق كتاب (تحفة النبيه شرح التنبيه) في الحدود والأقضية للإمام الشيرازي، وهو من كتب التراث الفقهي العريقة.

 

هذا التأصيل العلمي مكّن الشيخ المعيقلي من الجمع بين المدرستين الحنبلية والشافعية، ما أعطى خطبه ومحاضراته طابعًا فقهياً رصينًا، يجمع بين قوة الطرح ودقة التأصيل.

 

الخبرات العملية والتربوية

بدأ الدكتور المعيقلي حياته العملية مدرسًا لمادة الرياضيات، وهي مهنة تُبرز قدرته على تبسيط المعلومة وتنظيم الأفكار، ثم انتقل إلى مكة المكرمة حيث عمل معلمًا وموجهًا طلابيًا في مدرسة الأمير عبدالمجيد. وقد كانت هذه الفترة من حياته بوابة للانتقال إلى العمل الأكاديمي والدعوي الموسّع.

 

لاحقًا، عُيّن أستاذًا مساعدًا في قسم الدراسات القضائية بكلية الدراسات القضائية والأنظمة في جامعة أم القرى، ثم شغل منصب وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي، ما أتاح له فرصة المشاركة في تطوير المناهج والإشراف على البحوث العلمية الشرعية.

 

الرحلة الدعوية والإمامة في الحرمين الشريفين

بدأت شهرة الشيخ ماهر المعيقلي في الأوساط الدعوية من خلال إمامته لجامع السعدي في حي العوالي بمكة المكرمة، وهو أحد المساجد الكبرى التي يرتادها عدد كبير من المصلين.

 

وفي تطور لافت، كُلّف بإمامة المصلين في المسجد النبوي الشريف خلال شهري رمضان لعامي 1426 و1427هـ، حيث أبدع في أداء صلاتي التراويح والقيام، وتميز بجودة الصوت، وقوة الأداء، وصدق التلاوة، فاستحوذ على إعجاب جموع المصلين داخل وخارج الحرم.

 

وفي عام 1428هـ، تم تعيينه إمامًا رسميًا للمسجد الحرام بمكة المكرمة، ليتولى الإمامة في أهم وأقدس مسجد على وجه الأرض، ولا يزال يؤدي هذا الدور حتى اليوم، ويؤم المصلين في صلوات التراويح والقيام والخطب الموسمية والجمعة والعيدين.

 

ويُعد صوت الشيخ المعيقلي من الأصوات المحببة لملايين المسلمين حول العالم، وتتميز قراءته للقرآن الكريم بالخشوع والترتيل والتدبر، مما جعله من أبرز القراء المعاصرين.

 

التميز في الخُطب والمناسبات الدينية الكبرى

ليس جديدًا على الشيخ المعيقلي أن يُكلف بإلقاء خطب المناسبات الكبرى، فقد سبق أن ألقى خطبة يوم عرفة في موسم الحج لعام 2024م، وكان لها أثر بالغ في نفوس الحجاج والمسلمين حول العالم، حيث جمعت بين الخطاب الوعظي المؤثر، والمضمون الشرعي الرصين.

 

ويمتاز أسلوبه الخطابي بالاتزان، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، إضافة إلى اللغة العربية السليمة، مع القدرة على الدمج بين النصوص الشرعية والواقع المعاصر.

 

الختام: خطبة عيد الأضحى 2025 في أيدٍ أمينة

اختيار فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي خطيبًا لصلاة عيد الأضحى هذا العام بالمسجد الحرام يعكس مكانته العالية في قلوب المسلمين، ويؤكد حرص رئاسة الحرمين على انتقاء الخطباء الذين يجمعون بين التأصيل الشرعي والبعد الإنساني والخطاب المؤثر.

 

ينتظر المسلمون في العالم الإسلامي والعربي خطبة العيد التي سيلقيها فضيلته في المسجد الحرام، في لحظة إيمانية يجتمع فيها الحجاج والمصلون من كل فج عميق، حاملين معهم آمالًا ودعوات بالخير والسلام والرحمة.

 

ومن المتوقع أن تتناول الخطبة موضوعات تتعلق بالتضحية والإخلاص، وأهمية وحدة الصف الإسلامي، وتعظيم شعائر الله، في رسالة سامية تنبع من أقدس بقاع الأرض، وتصل إلى قلوب المسلمين في كل مكان.