أعلنت أوكرانيا عن تنفيذ واحدة من أوسع عملياتها العسكرية ضد أهداف داخل الأراضي الروسية، حيث استهدفت القوات الأوكرانية، عبر هجوم منسق بطائرات مسيّرة، عدة مطارات عسكرية روسية تضم قاذفات استراتيجية، في خطوة وُصفت بأنها تطور نوعي في الصراع المستمر بين البلدين منذ فبراير 2022.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبّر عن فخره الشديد بالعملية، التي وصفها بأنها "الأبعد مدى حتى الآن"، في إشارة إلى العمق الجغرافي الذي تم فيه تنفيذ الهجوم داخل الأراضي الروسية.
وكتب زيلينسكي عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" أن "النتائج رائعة للغاية"، مؤكدًا أن الضربة لم تكن مجرد استعراض للقوة، بل تمت بتنسيق دقيق وتخطيط مسبق.
ووفقًا للمعلومات التي تم الكشف عنها، استهدفت الطائرات المسيّرة الأوكرانية مطارات عسكرية روسية تُستخدم كقواعد انطلاق للقاذفات الاستراتيجية، وهي النوع من الطائرات الذي كثيرًا ما تُستخدمه روسيا في تنفيذ ضربات جوية عميقة ضد البنية التحتية المدنية الأوكرانية، خاصة خلال فصول الشتاء الماضية.
الهجوم الأوكراني لا يُعد فقط تصعيدًا عسكريًا، بل يحمل رسائل سياسية وعسكرية متعددة، أهمها قدرة أوكرانيا على تنفيذ عمليات بعيدة داخل العمق الروسي، وهو ما اعتبره مراقبون تحولًا في قواعد الاشتباك، حيث لم تعد كييف تكتفي بالدفاع داخل أراضيها، بل باتت ترد على مصادر التهديد بشكل مباشر.
زيلينسكي أكد في تصريحاته أيضًا أن "العناصر الذين شاركوا في العملية تم إخراجهم من الأراضي الروسية في الوقت المناسب"، وهو ما يشير إلى وجود عمليات ميدانية نوعية، قد تشمل قوات خاصة أو وحدات استطلاع عملت بالتنسيق مع الهجوم الجوي.
وبحسب مصادر عسكرية أوكرانية، فإن العملية جاءت كجزء من استراتيجية جديدة تهدف إلى إضعاف قدرات روسيا الجوية وضرب مواقع انطلاق الطائرات التي تنفذ الهجمات بعيدة المدى ضد المدن الأوكرانية.
وتحدثت تقارير ميدانية عن تضرر عدد من الطائرات الروسية، إلى جانب وقوع انفجارات داخل بعض المنشآت في المطارات المستهدفة، ما يعزز من تقديرات نجاح الضربة.
من جانبها، لم تصدر وزارة الدفاع الروسية تعليقًا مفصلًا على الحادث، واكتفت بذكر أن الدفاعات الجوية تعاملت مع "تهديدات جوية"، دون التطرق إلى حجم الخسائر أو مدى فاعلية الهجوم.
وتأتي هذه العملية في وقت حساس تشهده الحرب، حيث تستمر أوكرانيا في المطالبة بدعم غربي أكبر من حيث التسليح والدفاعات الجوية، في حين تعزز روسيا من عملياتها على الجبهات الشرقية.
ويبدو أن الهجوم الأخير يدخل في سياق الضغط الأوكراني على روسيا للتراجع عن استخدام قاذفاتها في قصف المدن والبنية التحتية، كما يسعى لتأكيد أن أوكرانيا قادرة على الرد بفعالية في عمق الأراضي الروسية.
في ضوء هذه التطورات، قد تحمل الأيام المقبلة مزيدًا من التصعيد، وسط تساؤلات متزايدة حول ما إذا كانت هذه العمليات ستغيّر مسار الحرب، أو تدفع الأطراف نحو إعادة النظر في خياراتهم السياسية والعسكرية.