تعد العشر الأوائل من شهر ذي الحجة من أعظم أيام السنة، وقد أقسم الله بها في كتابه الكريم فقال: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، مما يدل على مكانتها وفضلها العظيم كما روى البخاري عن النبي ﷺ أنه قال: "ما العمل في أيام أفضل منها في هذه" -يعني عشر ذي الحجة- قالوا: ولا الجِهاد؟ قال: "ولا الجِهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسِه ومالِه، فلم يرجِع بشيء".

 

لماذا هي أيام عظيمة؟


العشر الأوائل من ذي الحجة تجتمع فيها أمهات الطاعات: الصلاة، الصيام، الذكر، الصدقة، الدعاء، الحج، ما يجعلها فرصة عظيمة لكل مسلم ومسلمة لتعويض ما فات، ورفع الدرجات، ومحو السيئات.

 

كيف نغتنم هذه الأيام المباركة؟


إليك مجموعة من النصائح العملية والتوجيهات الروحية لتجعل من هذه الأيام محطة للتوبة والتغيير والارتقاء:

 

1. الصيام
اجعل صيام هذه الأيام عادة، وخاصة يوم عرفة، فصيامه يكفر سنتين: سنة ماضية وسنة مقبلة.

2. الصدقة
كل يوم فرصة للتصدق حتى لو بالقليل، فتخيل أنك في موسم تتضاعف فيه الحسنات، فاستثمره ببذل الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين.

3. الذكر
أكثر من قول: الله أكبر، لا إله إلا الله، الحمد لله، سبحان الله. فهي زاد القلب وغذاء الروح، وكان الصحابة يخرجون للأسواق يرفعون أصواتهم بالتكبير.

4. الدعاء
افتح قلبك بالدعاء، واسعَ فيه، واطلب من الله حاجتك، واسعَ لليلة عرفه كأنها فرصتك الأخيرة.

5. تلاوة القرآن
اجعل لنفسك وِردًا يوميًا من القرآن، ولو صفحة واحدة بتمعن وتدبر.

6. صلة الرحم
اتصل بأهلك، أصلح ما انقطع من علاقاتك، فصلة الرحم سبب للبركة في العمر والرزق.

7. النية الصادقة
اجعل نيتك خالصة لله في كل ما تقوم به من عبادات، وتذكر: إنما الأعمال بالنيات.

8. التوبة والاستغفار
عد إلى الله، راجع نفسك، تخلص من الذنوب، وابدأ صفحة جديدة، فالله سبحانه يفرح بتوبة عبده.

9. قيام الليل
حتى لو بركعتين، اجعل الليل فرصة للخشوع، واطلب من الله ما تريد في جوف الليل.

10. الأعمال الصغيرة بعظيم الأثر
سقي الماء، ابتسامة، كلمة طيبة، مساعدة محتاج، دعوة في ظهر الغيب… كلها عبادات عظيمة.

 

هذه الأيام ليست مجرد تواريخ في التقويم، بل هي فرصة من ذهب، أيام قلائل لكنها عظيمة في ميزان الله، اجعلها نقطة تحول في حياتك، وابدأ رحلة جديدة في علاقتك مع الله عز وجل،

ولا تنسي أن الله كريم، والمضاعفة في هذه الأيام لا حدّ لها، فأخلص النية، وأكثر من الطاعة، وادعو الله أن يجعلك من الفائزين المعتوقين من النار في هذه الأيام المباركة.