في مشهد يعكس التحديات التي تواجهها الحياة السياسية في مصر، أكد محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج «كلمة أخيرة» على قناة ON، أن المعارضة قدمت مشروعات قوانين كبدائل لمشروعي قانون مجلس النواب وقانون تقسيم الدوائر الانتخابية، لكن هذه المشروعات لم تُعرض للنقاش ولم ترَ النور، وفي إطار الحديث عن القوانين الانتخابية، أبدى السادات اعتراضه على نظام القوائم المغلقة المطلقة، موضحًا أنها تهدر أصوات الناخبين وتحدّ من تمثيل الأحزاب بشكل عادل، كما شدد على ضرورة دعم المشاركة السياسية الفعالة، مشيرًا إلى أن غياب أي حزب عن الانتخابات يعني غيابه عن التأثير في الحياة السياسية
مشروعات القوانين البديلة لم تُناقش
أكد السادات أن المعارضة لم تقف موقف المتفرج، بل قامت بدورها وقدمت مقترحات بديلة تشمل:
-
مشروعات قوانين خاصة بمجلس النواب
-
مقترحات حول تقسيم الدوائر الانتخابية
-
رؤى بديلة تهدف إلى ضمان عدالة التمثيل وتنوع المشاركة
وأوضح أن هذه المشروعات للأسف لم يتم عرضها للمناقشة داخل البرلمان، مما يطرح تساؤلات حول جدية التعامل مع ما تقدمه الأحزاب السياسية المختلفة، ويدفع نحو إعادة التفكير في سبل تطوير المناخ التشريعي
نظام القوائم المغلقة المطلقة محل خلاف
أثار السادات خلال حديثه نقطة محورية تتعلق بنظام القوائم المغلقة المطلقة، مؤكدًا أنه لا يراه ملائمًا لمناخ سياسي يهدف للتعددية، ومن أبرز عيوب هذا النظام:
-
يُهدر أصوات نسبة كبيرة من الناخبين
-
يمنح الفوز الكامل للقائمة التي تحصل على الأغلبية البسيطة فقط
-
يحرم القوائم التي حصلت على نسب كبيرة من أي تمثيل
-
يحدّ من التنوع داخل البرلمان
وشبّه السادات النظام بالقسمة غير العادلة، فالفوز بنسبة 51% يمكّن قائمة واحدة بالكامل، بينما تذهب 49% من الأصوات دون تمثيل
القوائم النسبية تجربة ناجحة في 2012
استرجع السادات انتخابات 2012 التي جرت بنظام القوائم النسبية، مؤكدًا:
-
وجود منافسة حقيقية بين الأحزاب
-
نجاح الأحزاب الليبرالية والمدنية رغم هيمنة حزب الأغلبية
-
إمكانية تحقيق توازن إذا توفرت الإرادة والتنظيم
واعتبر أن الدعوات لعدم تطبيق هذا النظام مجددًا بحجة أنه لا يخدم المعارضة هي ذرائع غير واقعية، داعيًا إلى تجربته من جديد باعتباره نظامًا يوفر تمثيلًا أقرب للعدالة
أهمية المشاركة السياسية في بناء الديمقراطية
اختتم السادات حديثه برسالة واضحة تدعو إلى دعم المشاركة في الحياة السياسية، وأكد أن:
-
الانخراط في الأحزاب يعزز من فرص التأثير وصناعة القرار
-
المقاطعة لا تصنع التغيير بل تخلق فراغًا سياسيًا
-
كل حزب يجب أن يسعى لتمثيل قاعدته الشعبية من خلال الانتخابات
تطرق محمد أنور السادات في حواره إلى قضايا محورية تمس جوهر العملية السياسية في مصر، مشددًا على أن المعارضة ليست مجرد صوت احتجاجي بل تقدم بدائل تشريعية حقيقية، ورغم عدم مناقشتها حتى الآن، فإن الإصرار على المشاركة والعمل السياسي يبقى السبيل الوحيد للتغيير، كما أن فتح الباب أمام تجارب انتخابية أكثر عدالة مثل القوائم النسبية قد يُعيد الثقة إلى صناديق الاقتراع ويمنح فرصًا حقيقية لكل التيارات للتعبير عن نفسها داخل البرلمان، فالديمقراطية لا تُبنى بالانسحاب بل بالتمسك بالمشاركة الفعالة والمستمرة