تعد بذور اليقطين واحدة من الأغذية الطبيعية الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم، وتتميز بتركيبة متوازنة من الفيتامينات والمعادن والألياف والدهون الصحية من أبرز مكوناتها معدن المغنيسيوم، الذي يلعب دورًا مهمًا في دعم أكثر من 300 وظيفة حيوية داخل الجسم، من بينها الحفاظ على انتظام نبضات القلب، وتحسين وظائف العضلات والأعصاب، وتنظيم مستويات السكر في الدم، وتعزيز إنتاج الطاقة، والمساهمة في تقوية العظام ودعم الجهاز المناعي.
فوائد بذور اليقطين: كنز غذائي لصحة القلب والجسم والنوم
إلى جانب المغنيسيوم تحتوي بذور اليقطين على نسبة عالية من الدهون الصحية، وخصوصًا الدهون الأحادية والمتعددة غير المشبعة. هذه الدهون تساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، ما يسهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، كما أن الألياف الموجودة فيها تلعب دورًا مهمًا في تحسين الهضم وتوفير شعور أطول بالشبع، مما يساعد في السيطرة على الشهية وتنظيم الوزن.
البذور أيضًا غنية بالألياف القابلة للذوبان التي تساهم في دعم صحة القلب من خلال تقليل الالتهابات وتحسين توازن الكوليسترول، كما تحتوي على الزنك وهو من المعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم لدعم المناعة، وتسريع التئام الجروح، وتنظيم نشاط الأنسولين، ويُعرف الزنك أيضًا بدوره في تحسين الخصوبة لدى الرجال عبر تعزيز جودة الحيوانات المنوية والوظائف الجنسية ثلاثون غرامًا من بذور اليقطين تحتوي على ما يقارب 2.17 ملليغرام من الزنك، ما يجعلها خيارًا جيدًا لتعزيز هذا العنصر في النظام الغذائي.
من الفوائد اللافتة لبذور اليقطين أيضًا احتواؤها على مركبات فيتواستروجين النباتية، والتي تُشبه في تأثيرها هرمون الإستروجين، وتشير بعض الدراسات إلى أن لها دورًا محتملاً في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، وإن كانت هذه الفرضية ما تزال بحاجة إلى المزيد من البحث والدراسة لتأكيدها بشكل قاطع.
تُعد البذور أيضًا مصدرًا طبيعيًا للتريبتوفان، وهو حمض أميني يساعد الجسم على إنتاج هرموني السيروتونين والميلاتونين المسؤولين عن تنظيم المزاج والنوم، لذلك فإن تناول بذور اليقطين قد يساعد على تحسين جودة النوم وتقليل اضطرابات المزاج.
من الناحية الغذائية، تحتوي 30 غرامًا من بذور اليقطين غير المملحة على نحو 163 سعرة حرارية، 13.9 غرامًا من الدهون، 8.45 غرامًا من البروتين، و1.84 غرامًا من الألياف، إلى جانب معادن أخرى مثل الحديد والزنك، ومضادات الأكسدة مثل الفلافونويدات والفينولات، التي تقي الخلايا من التلف وقد تساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة والشيخوخة.
تحميص بذور اليقطين يزيد من خصائصها المضادة للأكسدة، مما يجعلها خيارًا شهيًا ومفيدًا كوجبة خفيفة، ومع ذلك يجب تناولها باعتدال، فالإفراط في استهلاكها قد يؤدي إلى زيادة في السعرات الحرارية وبعض الاضطرابات الهضمية بسبب غناها بالألياف يمكن تناولها مع القشرة أو من دونها، ولكن يُفضل شرب كمية كافية من الماء عند تناول الأنواع المقشورة لتفادي أي مشاكل هضمية محتملة.
كما إن بذور اليقطين ليست مجرد وجبة خفيفة، بل هي إضافة غذائية متكاملة تدعم صحة القلب والخصوبة والمناعة وتحسين المزاج والنوم بطريقة طبيعية وآمنة شرط الاعتدال في تناولها.