أجمع العلماء والمفسرون على عظم شأن الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة وأنها من أفضل الأيام عند الله تعالى وهي التي أقسم الله بها في قوله والفجر وليال عشر وقد رجح كثير من المفسرين أن هذه الليالي هي العشر من ذي الحجة لما فيها من الخيرات والبركات والطاعات التي يتقرب بها العبد إلى ربه.

 

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة وكنز قيام الليل لمن لا يستطيع

 في هذه الأيام المباركة يُستحب الإكثار من الطاعات والعبادات مثل الصلاة على النبي والاستغفار والتكبير والتهليل والتحميد والصدقة وقيام الليل وصلة الرحم فهي فرصة عظيمة لكل مسلم أن يكثر من العمل الصالح ويغتنم هذه الأيام التي لا تُعوض.

 

ومن العبادات العظيمة التي يرفع الله بها الدرجات ويغفر بها الذنوب قيام الليل وهي عبادة خاصة لها مكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى ولكن قد لا يستطيع بعض الناس أن يقوموا الليل بسبب التعب أو الانشغال أو لأي عذر آخر وقد دلّ النبي صلى الله عليه وسلم على فضل عظيم وبديل سهل لمن لم يستطع قيام الليل فعن رسول الله أنه قال من قرأ آخر آيتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه واختلف العلماء في معنى كفتاه فقيل تكفيه أجر قيام الليل أو تكفيه شر ما يكون في تلك الليلة أو تكفيه من كل سوء وهذا من رحمة الله بعباده.

 

خواتيم سورة البقرة كنز عظيم للمسلم فقد ورد في الحديث الصحيح عن ابن عباس أن جبريل نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال له أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته وهذا يدل على عظم شأن هاتين الآيتين وفضل قراءتهما.

 

ومن الفوائد العظيمة لهاتين الآيتين أنهما تُعدان نورًا يهتدي به المسلم في دنياه وتكون له نورًا يوم القيامة كما أن قراءتهما كفاية للمسلم في ليلته فقد قال النبي من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه أي أنه يغنيه عن غيرها من الأذكار أو يحفظه من كل سوء.

 

وفي خاتمة سورة البقرة تتجلى رحمة الله سبحانه وتعالى بأمة الإسلام فقد خاف الصحابة من آية وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ولكن الله أنزل بعدها آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمقصود أن الله استجاب لدعاء المؤمنين بأن لا يؤاخذهم بما لا يقدرون عليه فجاءت الآية لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها وهذا دليل عظيم على رحمة الله وتيسيره على عباده.

 

فمن لم يستطع قيام الليل فعليه بقراءة هاتين الآيتين من سورة البقرة ليكون له من الأجر والحفظ والرحمة ما يغنيه ويقويه في الدنيا والآخرة.