شهدت منصة التتويج بعد نهائي كأس تونس لكرة القدم واقعة مؤسفة أثارت الكثير من الجدل في الأوساط الرياضية التونسية حيث اندلع خلاف علني بين محمد محجوب رئيس نادي الملعب التونسي وماهر الكنزاري المدير الفني لنادي الترجي الرياضي بطل المسابقة.

 

الترجي الرياضي تمكن من تحقيق فوز صعب بنتيجة هدف دون رد على حساب الملعب التونسي في المباراة التي احتضنها ملعب حمادي العقربي برادس ليحصد لقب الكأس الغائب عنه منذ موسم 2015-2016 ويكمل بذلك الثنائية المحلية تحت قيادة مدربه ماهر الكنزاري.

 

لكن فرحة الترجي لم تكتمل على منصة التتويج حيث وقعت مشادة كلامية بين الكنزاري ومحجوب في مشهد لافت ومحرج أمام الحضور والمتابعين فبينما كان الكنزاري يصعد المنصة لتسلّم الميدالية الذهبية بعد الإنجاز قام بمد يده لمصافحة محجوب إلا أن الأخير رفض المصافحة بشكل واضح ما أثار استياء الكنزاري ودفعه للدخول في نقاش حاد معه.

 

وسرعان ما تطورت الأجواء نحو التوتر قبل أن يتدخل بعض الحاضرين لفض الاشتباك وتهدئة الموقف خشية تفاقمه خصوصا في لحظة كان من المفترض أن تسود فيها الروح الرياضية والاحترام بين أطراف اللعبة.

 

الخلفية التي تفسر هذا التوتر تعود إلى بداية الموسم عندما كان الكنزاري يشغل منصب المدير الفني لنادي الملعب التونسي قبل أن يرحل بشكل مفاجئ ويتولى تدريب نادي الترجي وهو القرار الذي أثار غضب إدارة الملعب واعتبره البعض تصرفا غير لائق أو حتى خيانة فنية.

 

في هذا السياق عقد محمد محجوب مؤتمرا صحفيا بعد المباراة وجّه فيه انتقادات لاذعة للكنزاري متهما إياه بعدم احترام التزاماته مع الفريق والتخلي عنه دون سابق إنذار كما أشار إلى أن طريقة رحيله لم تكن مهنية وأثارت الكثير من الاستياء داخل النادي وجماهيره.

 

الكنزاري من جهته لم يصدر أي تعليق رسمي عقب الواقعة لكنه بدا متأثرا من الموقف خلال مراسم التتويج حيث بدا عليه الغضب والانفعال بعد رفض المصافحة في لحظة كان يتوقع فيها الاعتراف بإنجازه على الصعيد الفني.

 

رغم نجاحه الكبير مع الترجي في فترة قصيرة وقيادته للفريق نحو حصد لقبي الدوري والكأس إلا أن ما حدث على المنصة أعاد فتح الجدل حول رحيله السابق من نادي الملعب التونسي والطريقة التي تم بها ذلك.

 

الواقعة سلّطت الضوء مجددا على التوترات المتكررة في كواليس الكرة التونسية التي تشهد أحيانا تجاوزات تخرج عن إطار المنافسة الشريفة وتؤثر على الصورة العامة للرياضة في البلاد في وقت باتت فيه الحاجة ملحة لنشر ثقافة الاحترام وتغليب الروح الرياضية على الخلافات الشخصية.