في خطوة مفاجئة حملت مشاعر مختلطة بين الأمل والحنين، قرر محمود عبد الرازق "شيكابالا"، قائد نادي الزمالك، تأجيل قرار اعتزاله كرة القدم، بعدما كان قد أعلن في مايو من العام الماضي نيته تعليق الحذاء مع نهاية موسم 2024-2025.
شيكابالا يؤجل الاعتزال.. قائد الزمالك يطمح لـ"الخروج من الباب الكبير"
وبدلًا من إسدال الستار على واحدة من أطول المسيرات الكروية في الكرة المصرية، يستعد شيكابالا لتمديد رحلته مع المستطيل الأخضر لعام إضافي، بحثًا عن نهاية تليق بتاريخه الكبير.
رحلة طويلة بدأت منذ 2003
منذ صعوده إلى الفريق الأول بنادي الزمالك في عام 2003، شكّل شيكابالا حالة كروية خاصة، بفضل موهبته الفريدة ولمساته الساحرة التي جعلته محبوب الجماهير البيضاء لعقود؛ وعلى مدار مسيرته، واجه القائد الزملكاوي الكثير من التحديات داخل وخارج الملعب، لكنه دومًا عاد بثبات ليقود فريقه، سواء بالأداء أو بالكلمة.
وخلال الموسم الحالي، ورغم بلوغه سن التاسعة والثلاثين، شارك شيكابالا في 15 مباراة مع الزمالك، إلا أن عدد دقائقه لم يتجاوز 342 دقيقة، بسبب الإصابات التي أبعدته عن كثير من المباريات.
إعلان الاعتزال.. ثم التراجع
كان شيكابالا قد أعلن، خلال مقابلة تليفزيونية مع قناة MBC MASR 2 في مايو الماضي، رغبته في الاعتزال مع نهاية موسم 2024-2025، مؤكدًا أن الوقت قد حان لترك الساحة، بعد مشوار طويل امتد لأكثر من عقدين في الملاعب.
لكن، ووفق ما كشفته قناة "أون سبورت"، فإن القائد المخضرم تراجع عن قراره، وفضل الاستمرار لموسم إضافي على الأقل، رغبةً في تحقيق نهاية أكثر بهاءً لمسيرته، يأمل أن تكون عبر التتويج ببطولة كبيرة مع الزمالك.
الطموح لا يزال حاضرًا
بحسب مصادر القناة، فإن شيكابالا يسعى لتحقيق حلم طالما راوده، وهو الخروج ببطولة كبرى في نهاية مشواره، ليخلّد اسمه أكثر في ذاكرة جماهير الزمالك، التي لطالما ساندته ووقفت بجانبه في مختلف المحطات.
ويرى اللاعب أن إدارة النادي تسير في اتجاه إعادة بناء الفريق من جديد، من خلال تدعيمات قوية واستراتيجية فنية أكثر استقرارًا، وهو ما أعاد له الحافز والدافع للاستمرار، والمساهمة في هذه المرحلة الانتقالية داخل القلعة البيضاء.
شيكابالا.. أكثر من مجرد لاعب
طوال مسيرته، لم يكن شيكابالا مجرد جناح هجومي ماهر، بل أصبح رمزًا لنادي الزمالك وشخصية مؤثرة داخل غرفة الملابس، خاصة مع الأجيال الجديدة من اللاعبين ورغم تراجع مردوده البدني مؤخرًا، إلا أن وجوده الفني والقيادي لا يزال محل تقدير كبير من قبل الإدارة والجماهير على حد سواء.
كما أن عودته المتكررة من الأزمات والإصابات، وتصالحه مع جماهيره بعد بعض الفترات الصعبة، شكّلت جزءًا من صورة لاعب يعرف تمامًا كيف يواجه التحديات دون أن يفقد هويته.
هل ينجح في تحقيق النهاية التي يحلم بها؟
يتفق الكثير من المراقبين على أن شيكابالا يستحق ختامًا لائقًا لمسيرته، وأن قرار استمراره قد يحمل بُعدًا معنويًا مهمًا للفريق، خصوصًا في ظل حاجة الزمالك إلى شخصيات قيادية خلال فترات إعادة البناء.
لكن يبقى التحدي الأكبر في مدى قدرة شيكابالا بدنيًا على خوض موسم إضافي، خصوصًا إذا تطلبت منه الظروف المشاركة في مباريات متتالية أو حاسمة ورغم ذلك، فإن طموحه وتحفيزه الداخلي قد يشكلان عاملًا حاسمًا في تقديم موسم استثنائي أخير.
الجماهير بين الفخر والقلق
جماهير الزمالك رحّبت بالقرار، خاصة أن كثيرًا منها لم يكن مستعدًا لتوديع "الفهد الأسمر" في وقت تعيش فيه القلعة البيضاء حالة من عدم الاستقرار ومع ذلك، فإن بعض الأصوات المتحفظة أبدت قلقها من استمرار لاعب في سن الـ40، ما لم يكن ذلك ضمن رؤية فنية واضحة تضمن عدم التأثير على أداء الفريق.
لكن المؤكد أن شيكابالا لا ينوي أن يكون عبئًا، بل عنصر دعم، سواء فنيًا أو معنويًا، وهو ما يبدو جليًا من خلال حرصه على دعم زملائه، والمشاركة في أوقات يحتاجه فيها الفريق، دون فرض نفسه على التشكيل.
نهاية مؤجلة لحكاية أسطورية
تأجيل شيكابالا قرار الاعتزال يضيف فصلًا جديدًا إلى قصة لاعبٍعشق القميص الأبيض بكل جوارحه، وأخلص له في كل المواقف وإن كان المشوار يقترب من نهايته، فإن القائد لا يزال يأمل بأن يضع النقطة الأخيرة في القصة بطريقة لا تُنسى.