رغم أن ليونيل ميسي يعد أحد أعظم أساطير نادي برشلونة، وأحد اللاعبين الذين صنعوا التاريخ على أرضية "كامب نو"، إلا أن الواقع الرقمي اليوم يُظهر تغيرًا كبيرًا في علاقاته بزملائه السابقين.

 

ميسي لا يتابع سوى لاعب واحد من برشلونة على إنستغرام: ماذا حدث لروابط الماضي؟

أربع سنوات مرت منذ رحيله عن برشلونة، ومعها تغيّرت الكثير من الوجوه داخل غرف الملابس، لكن المفاجأة كانت في أنه لا يتابع سوى لاعب واحد فقط من التشكيلة الحالية للفريق الكتالوني على إنستغرام.

 

لاعب واحد فقط من برشلونة… على رادار ميسي

في قائمة برشلونة الحالية، هناك عدد محدود من اللاعبين الذين شاركوا ميسي في فترته الأخيرة مع الفريق، أبرزهم:

  • مارك أندريه تير شتيغن
  • إينياكي بينيا
  • رونالد أراوخو
  • بيدري
  • فرينكي دي يونغ
  • أنسو فاتي
  • أليخاندرو بالدي (الذي ترّب مع الفريق دون أن يكون لاعبًا أساسيًا وقتها)

ورغم هذا العدد، فإن بيدري هو اللاعب الوحيد الذي يحظى بمتابعة من ميسي على إنستغرام. وهو ما يثير التساؤل: لماذا بيدري دون غيره؟

 

كيمياء خاصة بين ميسي وبيدري

التحق بيدري ببرشلونة في موسم 2020-2021، وهو الموسم الأخير لميسي بقميص النادي الكتالوني منذ الوهلة الأولى، لاحظ متابعو الفريق وجود انسجام ملفت بين النجم الأرجنتيني والموهبة الشابة.


في المباريات، تبادل اللاعبان التمريرات بسلاسة أشعرت الجماهير وكأنهما يلعبان سويًا منذ سنوات، وفي التدريبات، ظهرت بوادر تفاهم نادرة في عالم كرة القدم.

 

ولم يكن الأمر مجرد ملاحظة عابرة المدرب الهولندي السابق للفريق، رونالد كومان، كشف في تصريح إعلامي عام 2023 أن ميسي "لاحظ فورًا موهبة بيدري"، وكان يفضل اللعب إلى جواره على حساب لاعبين آخرين العلاقة بين النجمين لم تكن فقط فنية، بل تشارك الاثنان في السمات الشخصية؛ الهدوء، الابتعاد عن الأضواء، والتركيز على الأداء داخل المستطيل الأخضر.

 

صمت رقمي من البقية

في المقابل، لا يتابع ميسي أسماء كبيرة كان لها حضور بارز إلى جانبه، مثل الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن، والذي كانت علاقته مع ميسي دائمًا "مهنية" بحسب توصيف مقربين من الفريق، دون أن ترتقي إلى مستوى الصداقة أو العلاقة الشخصية المتينة.

 

اللافت أيضًا هو غياب أنسو فاتي عن قائمة المتابعين، رغم أنه في وقت سابق ارتبط اسمه بميسي إعلاميًا وحتى إداريًا، بعد أن تولى شقيق ميسي، رودريغو، إدارة أعماله لفترة العلاقة بين ميسي وأنسو بدت في العلن قوية، لا سيما مع بدايات الأخير المبهرة، لكن يبدو أن هذه العلاقة لم تتجاوز نطاق الأضواء الإعلامية.

 

أما فرينكي دي يونغ ورونالد أراوخو، فهما من اللاعبين الذين قدّما مستويات لافتة منذ وصولهما إلى برشلونة، لكن لا يبدو أن علاقتهما بميسي تجاوزت حدود المهنية داخل المستطيل الأخضر.

 

خطوة غامضة من لامين يامال

في تحول مثير، قام جناح برشلونة الشاب لامين يامال بإلغاء متابعته لميسي على إنستغرام. ورغم أن ميسي لم يكن يتابعه من الأساس، إلا أن هذه الخطوة فتحت الباب أمام التكهنات والتساؤلات عن خلفياتها هل هي مجرد إدارة عشوائية للحساب؟ أم أنها تعبير عن موقف معين أو تأثر بصراعات إعلامية أو داخلية؟


حتى الآن، لا يوجد توضيح رسمي، لكن الواقعة أثارت فضول جماهير الفريقين، خاصة في ظل الرمزية الكبيرة التي لا يزال يحملها ميسي في قلوب عشاق برشلونة.

 

غياب ميسي... وغياب الروابط

التحولات الرقمية أحيانًا تعكس واقعًا أعمق فرغم التاريخ الكبير الذي جمع ميسي بنادي برشلونة، من الواضح أن الابتعاد الجغرافي والزمني عن الفريق، إلى جانب تغيير الأجيال، جعلا من علاقته بزملائه السابقين أقل عمقًا مما كانت عليه.

 

وإذا كان ميسي قد حافظ على علاقة استثنائية مع لاعب شاب كـ بيدري، فإن بقية الأسماء يبدو أنها أصبحت جزءًا من مرحلة مضت، وانتهت مع رحيله إلى باريس سان جيرمان أولًا، ثم إلى إنتر ميامي.

 

اللاعب الوحيد الذي يتابعه ليونيل ميسي من تشكيلة برشلونة الحالية هو بيدري، وهو ما يعكس حجم التقدير والانسجام الذي ربط النجم الأرجنتيني بالموهبة الإسبانية الشابة، داخل الملعب وخارجه.