في حادثة مثيرة للقلق أعادت الأضواء إلى المكان الذي شهد نشأة الأميرة ديانا، اندلع حريق هائل في إحدى المزارع المهجورة ضمن أراضي "آلثورب هاوس"، المقر العائلي لعائلة سبنسر، والذي يحتضن أيضاً قبر الأميرة الراحلة وبينما نجت الأرواح من الكارثة، فإن الملابسات المحيطة بالحريق أثارت العديد من التساؤلات، لا سيما في ظل الشبهات التي تحوم حول كونه عملاً متعمداً.

 

تشارلز سبنسر، شقيق الأميرة ديانا ومالك عقار "آلثورب"، أعرب عن انزعاجه الشديد من الحادث عبر منشور على حسابه في "إنستجرام"، كتب فيه: "لحسن الحظ، لم يكن المنزل مأهولاً وقت الحريق، لكن من المزعج للغاية أن أحد منازلنا الريفية قد أُحرق بفعل التخريب الليلة الماضية".


كما توجه بالشكر لفرق الإطفاء في نورثهامبتونشير، مشيداً بجهودهم في احتواء النيران ومنع امتدادها إلى أجزاء أخرى من العقار.

 

تفاصيل الحريق: تدخل عاجل وخسائر مادية جسيمة


بحسب بيان رسمي من خدمة الإطفاء والإنقاذ في مقاطعة نورثهامبتونشير، فقد تلقّت السلطات بلاغاً عن اندلاع النيران في عقار مهجور على طريق "ميل لين" في بلدة كينغستورب عند الساعة 1:30 صباحًا.


وهرعت إلى الموقع أربع فرق إنقاذ مزودة بمعدات خاصة، حيث عملت على محاصرة الحريق الذي اجتاح مبنى مكونًا من طابقين، ظل مهجوراً لسنوات طويلة.

 

وفي تصريح لاحق، أوضح ديفيد هورتون-فوكس، المدير التنفيذي لعقار آلثورب، أن المبنى الذي احترق كان من المقرر إعادة ترميمه ضمن مشروع سكني جديد تحت اسم "دالينغتون غرانج". وأكد أن الحريق دمر الهيكل بالكامل، لكن تمكنت فرق الإنقاذ من منع انتشار النيران إلى المباني المجاورة.

 

حتى الآن، لم يعلن عن سبب واضح للحريق، لكن التشكيك في كونه حادثًا عرضيًا يتزايد ومع أن السلطات لم تصدر بياناً رسميًا يؤكد فرضية الحرق العمد، إلا أن استخدام مصطلح "التخريب" من قبل تشارلز سبنسر نفسه يُضيف مزيداً من الجدية إلى هذه الفرضية.


وفي الوقت نفسه، أكدت الشرطة وخدمة الإطفاء أن التحقيقات لا تزال جارية، وأن أي معلومات تتعلق بملابسات الحريق ستعلن فور توفرها.

 

منزل آلثورب ليس مجرد عقار فخم يعود تاريخه إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر، بل هو رمز مرتبط بذاكرة الأميرة ديانا، التي ولدت ونشأت في ربوعه ويحتوي العقار على أكثر من 5000 فدان من الأراضي الزراعية والمروج والحدائق، ويُعد من بين أكثر العقارات العائلية شهرة في إنجلترا.

 

ويضم العقار "أوفال ليك"، وهي جزيرة صغيرة وسط بحيرة هادئة تعد المكان الذي دفنت فيه الأميرة ديانا بعد وفاتها المأساوية في حادث سير في باريس بتاريخ 31 أغسطس 1997.
وفي محيط الجزيرة، يقع نصب تذكاري أنيق خصصته العائلة لتخليد ذكراها، ويقصده الزوار سنويًا لإحياء إرثها الإنساني والاجتماعي.

 

رغم أن المبنى المحترق لم يكن جزءًا من المنزل الرئيس، فإن ارتباطه الجغرافي والمعنوي بالمكان الذي شهد طفولة ديانا، ثم احتضن رفاتها لاحقًا، جعل من الحريق حدثًا ذا طابع رمزي مؤلم.


ومع تساؤلات الرأي العام حول سلامة الموقع، واحتمالات تكرار مثل هذه الحوادث، يطالب البعض باتخاذ تدابير أمنية إضافية لضمان حماية المكان الذي يعد جزءًا من ذاكرة الأمة البريطانية.

 

الحريق أثار تساؤلات أيضًا حول مصير مشروع "دالينغتون غرانج"، الذي كان من المفترض أن يشمل إعادة تأهيل المبنى المحترق وتحويله إلى وحدة سكنية ضمن مشروع ترميمي شامل للعقار.

 

وحتى اللحظة، لم يصدر بيان رسمي من شركة التطوير العقاري بشأن إمكانية تعديل أو إلغاء المشروع بعد الحريق، لكن الهدم الكامل للبناء قد يفرض إعادة النظر في الخطط المعمارية والتنفيذية.