شهدت منطقة وادي لوتشنتال في كانتون فاليه بسويسرا حدثًا كارثيًا نادرًا حيث وقع انهيار جليدي ضخم أدى إلى محو قرية بلاتين من الوجود تقريبًا.

 

تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مرعب يظهر انهيار نهر جليدي ضخم بسرعة هائلة، تسبب في دفن أجزاء واسعة من القرية بالثلوج والطين والركام هذا الحادث المرعب وقع بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي نتيجة انفصال جزء كبير من نهر بيرش الجليدي الذي يقع تحت منطقة الانهيار الأرضي.

 

موقع "SWI" السويسري أكد أن الانهيار الجليدي كان هائلًا لدرجة أنه أدى إلى حدوث زلزال بقوة 3.1 درجات على مقياس ريختر، مما يعكس مدى شدة هذا الحدث الطبيعي.

 

وبالرغم من حجم الدمار الكبير الذي أصاب منازل كثيرة في قرية بلاتين، لم تُسجل أي إصابات بشرية حتى الآن، وفقًا للتقارير الرسمية الصادرة عن السلطات المحلية.

 

تظهر مقاطع الفيديو التي تم نشرها على مواقع التواصل وعلى قناة الإذاعة والتلفزيون العمومية الناطقة بالألمانية مشاهد مروعة لتدفق كميات هائلة من الركام والجليد بسرعة مذهلة نحو الوادي، ترافق ذلك مع سحابة ضخمة من الغبار الجليدي تغطي المنطقة هذا التدفق السريع للمواد الجليدية والصخرية شكل تهديدًا كبيرًا على القرية التي يقطنها نحو 300 نسمة.

 

أعلنت الحكومة المحلية في كانتون فاليه حالة طوارئ خاصة في منطقة لوتشنتال، ما سمح للسلطات بالتعامل بسرعة مع الأزمة وتعبئة موارد واسعة، تشمل هيئة التنسيق الكانتونية والحماية المدنية وحتى الجيش في حال استدعى الأمر ذلك، هذا التحرك السريع يعكس جدية الوضع والحرص على تأمين سلامة السكان.

 

أوضح فرناندو لينر، عضو طاقم الطوارئ في المنطقة، أن هناك نشاطًا جليديًا ملحوظًا تصاعد خلال يومي الثلاثاء والأربعاء.

 

وأشار إلى أن انهيارين جليديين كبيرين وقعا في وقت متقارب، أحدهما صباح الأربعاء والآخر مساء الثلاثاء، مشيرًا إلى أن الانهيار الذي حدث صباح الأربعاء كان مشابهًا للانهيار السابق، لكنه لم يصل إلى القرية مباشرة، حيث توقفت الكتل الجليدية والصخرية عند حاجز مخصص لحماية القرية من الانهيارات الثلجية.

 

كما كشف المسؤولون أن أنقاض الانهيار الجليدي الأول وصلت إلى مسافة 400 متر فقط من أول منازل القرية، بينما وصل جزء من الركام إلى نهر لونزا القريب.

 

أما الانهيار الكبير الذي وقع بعد ذلك فقد تسبب في تدمير العديد من المنازل، وأدى إلى فقدان شخص واحد حتى الآن، لا تزال فرق البحث والإنقاذ تبذل جهودها للعثور عليه.

 

تجدر الإشارة إلى أن السلطات السويسرية كانت قد توقعت حدوث هذا الانهيار منذ عدة أيام بناءً على مراقبة النشاط الجليدي في المنطقة، الأمر الذي ساعد في اتخاذ إجراءات وقائية وعدم تسجيل خسائر بشرية حتى الآن.

 

وعلى الرغم من هذا، فإن الدمار المادي الذي خلفه الانهيار لا يقل خطورة، حيث تحتاج القرية إلى جهود ضخمة لإعادة البناء وتأمين المناطق المتضررة.

 

يبقى وادي لوتشنتال وقرية بلاتين شاهدين على قوة الطبيعة والتهديدات التي قد تفرضها التغيرات المناخية أو الظواهر الطبيعية المفاجئة، ويؤكد هذا الحدث أهمية الاستعداد الدائم والتدخل السريع للحفاظ على الأرواح والممتلكات في المناطق الجبلية المعرضة لمثل هذه المخاطر.