أحيا نادي ليفربول الإنجليزي، صباح اليوم الخميس، الذكرى الأربعين لكارثة ملعب هيسل، التي راح ضحيتها 39 مشجعًا في واحدة من أسوأ المآسي التي شهدتها ملاعب كرة القدم عبر تاريخها.

 

ونشر الحساب الرسمي للنادي على موقع "فيسبوك" صورة للنصب التذكاري الخاص بالضحايا، وكتب معلقًا: "نحيي اليوم ذكرى 39 مشجعًا فقدوا حياتهم في ملعب هيسل في بلجيكا.. قلوبنا مع جميع المتضررين من هذه المأساة".

 

وقعت الكارثة المؤلمة يوم 29 مايو عام 1985، قبل انطلاق المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بين ليفربول الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي على ملعب هيسل في العاصمة البلجيكية بروكسل.

 

بدأت المأساة عندما تدافع مئات من المشجعين في المدرجات المخصصة لجماهير الفريقين، مما تسبب في انهيار جدار داخل المدرج، وأدى إلى وفاة العشرات من الجماهير، معظمهم من أنصار يوفنتوس، وإصابة نحو 600 آخرين بجروح متفاوتة.

 

المباراة التي تحولت من مناسبة رياضية تاريخية إلى كارثة إنسانية، تسببت في صدمة كبرى داخل الأوساط الرياضية الأوروبية والعالمية، وأثارت موجة من الغضب والانتقادات الحادة ضد غياب التنظيم وخلل إجراءات الأمن في الملاعب آنذاك.

 

ورغم الحادث المروع، أقيمت المباراة في وقتها وانتهت بفوز يوفنتوس بهدف دون رد، إلا أن النتيجة لم يكن لها أي طعم وسط الحزن العارم الذي خيّم على الجميع.

 

رد الفعل الرسمي على الكارثة كان سريعًا وحاسمًا، إذ أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قرارات صارمة تمثلت في فرض حظر شامل على جميع الأندية الإنجليزية من المشاركة في البطولات الأوروبية لمدة خمس سنوات، في حين منع ليفربول من المنافسات القارية لمدة ستة مواسم.

 

كما وجهت السلطات البلجيكية تهم القتل العمد إلى 14 مشجعًا من جماهير ليفربول ثبت تورطهم في التسبب في الكارثة.

 

ومنذ تلك الحادثة، يحرص نادي ليفربول سنويًا على إحياء ذكرى الضحايا، احترامًا لضحايا الكارثة وعائلاتهم، وتأكيدًا على أهمية التعلم من الماضي.

 

ويتعامل النادي مع الذكرى بكل حساسية، خصوصًا أن الحادثة لا تزال محفورة في الذاكرة الأوروبية كواحدة من أشد الفترات ظلمة في تاريخ البطولات القارية، وهو ما وصفه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نفسه بـ"أحلك ساعة في تاريخ مسابقاته".

 

كارثة هيسل لم تكن مجرد حادث عرضي، بل نقطة تحول في كيفية إدارة وتنظيم المباريات الكبرى، وأرست معايير أمنية جديدة في الملاعب الأوروبية، كانت سببًا في تحسين تجربة الجماهير وتطوير البنية التحتية للرياضة الأشهر عالميًا.

 

ورغم مرور أربعة عقود، تبقى الذكرى جرس إنذار دائم لكل من يتعامل مع كرة القدم باعتبارها مجرد لعبة، دون الالتفات إلى المسؤوليات الإنسانية والأخلاقية التي ترافقها.