في حادثة غير مألوفة، استيقظ سكان إحدى ضواحي مدينة خليج جوردون، القريبة من كيب تاون بجنوب أفريقيا، صباح الثلاثاء، على مشهد غريب تمثل في ظهور فقمة ضخمة تتجول بحرية وسط الشوارع السكنية، في حادثة نادرة التكرار أثارت حالة من الدهشة والتفاعل الواسع بين السكان المحليين.
فقمة ضخمة تتجول في شوارع ضاحية جنوب أفريقية وتثير دهشة السكان
الفقمة، التي قدر وزنها بنحو 2 طن، وُصفت من قبل جمعية الرفق بالحيوان بأنها ذكر صغير في العمر لكنه ضخم في الحجم، ظهرت وهي تتحرك بخطى بطيئة وثقيلة عبر الأرصفة، تقترب من السيارات، بل وأسندت رأسها على مقدمة إحدى المركبات، فيما حاولت تسلق سيارة أخرى قبل أن تنزلق وتواصل طريقها باتجاه مركز تجاري.
وسرعان ما تم إبلاغ الشرطة المحلية وشركة أمن خاصة، التي حاولت تطويق الفقمة وحمايتها باستخدام سيارات الدوريات لتوجيهها بعيدًا عن الشوارع المكتظة.
فيديوهات تملأ الإنترنت وتعليقات طريفة من السكان
في ظل عدم تصديق ما يشاهدونه، بادر عدد من السكان بتوثيق الحدث عبر كاميرات هواتفهم، وسرعان ما انتشرت مقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي، مرفقة بتعليقات فكاهية وأخرى مندهشة، أبرزها تعليق إحدى السيدات بصوت واضح في خلفية فيديو قائلة: "مرحبًا يا أخي، كيف وصلت إلى هنا؟!"
وقد أصبحت الفقمة خلال ساعات فقط نجمة الإنترنت، وتناقل المستخدمون المقاطع بشكل واسع في جنوب أفريقيا وخارجها.
جهود الإنقاذ: تخدير الفقمة وإعادتها للمحيط
مع ازدياد المخاوف من أن تكون الفقمة قد ابتعدت كثيرًا عن بيئتها الطبيعية، مما يعرضها لخطر الجفاف والإرهاق، تدخلت فرق متخصصة من هيئة الحياة البرية البحرية، مدعومة بطبيب بيطري من بلدية المنطقة، حيث تم تخدير الفقمة بأمان ونقلها عبر مقطورة مخصصة إلى أحد الخلجان القريبة.
وأكد المسؤولون أن الفقمة لم تصب بأي أذى خلال مغامرتها البرية، وتمت مراقبتها لحظة بلحظة حتى تم إطلاقها على أحد شواطئ المنطقة لتعود إلى المحيط.
رد فعل رسمي وإنساني واسع
نشرت جمعية رأس الرجاء الصالح للرفق بالحيوان مقطع فيديو يوثق لحظة إطلاق الفقمة على الشاطئ وعودتها ببطء نحو مياه البحر، وعلقت على الفيديو بعبارة موجزة ومعبرة:"إلى اللقاء لاحقًا".
وقد نال الفيديو آلاف المشاركات والتعليقات من متابعين عبروا عن إعجابهم بطريقة التعامل مع الحيوان، وثمنوا جهود السلطات والمتطوعين.
الفقمة في جنوب أفريقيا.. ظاهرة غير شائعة
رغم أن الفقمات شائعة نسبيًا في سواحل جنوب أفريقيا، وخاصة في المناطق القريبة من رأس الرجاء الصالح، إلا أن تجولها في الأحياء السكنية يُعد حادثًا نادرًا وغريبًا.
ويرجح خبراء الحياة البحرية أن تغير التيارات البحرية أو بحث الحيوان عن طعام أو خطأ في الاتجاه قد تسبب في دخوله إلى البر وابتعاده عن الماء بهذه الصورة.
قد تكون مغامرة الفقمة الضخمة في شوارع خليج جوردون حادثة غريبة، لكنها قدمت لحظة إنسانية ساحرة ومؤثرة في قلوب السكان الذين تعاملوا مع الحدث بروح الدعابة والمسؤولية.
وفي نهاية المطاف، عادت الفقمة إلى موطنها الطبيعي وسط المياه الباردة للمحيط، بينما بقيت قصتها تتداول على مواقع التواصل، شاهدة على تفاعل البشر مع كائنات الطبيعة حين تلتقي بهم خارج المألوف.