واصل النادي الأهلي كتابة تاريخه الذهبي في كرة القدم المصرية، بعدما توج رسميًا بلقب الدوري المصري الممتاز لموسم 2024/2025، عقب فوزه العريض على نادي فاركو بنتيجة 6-0، في اللقاء الذي جمع بينهما على استاد القاهرة الدولي ضمن منافسات الجولة الأخيرة من البطولة.
هل ساهم كولر في تتويج الأهلي بالدوري المصري للمرة الـ45؟
جاء هذا التتويج ليعزز مكانة الأهلي في صدارة الأندية الأكثر تتويجًا بالبطولة برصيد 45 لقبًا، متقدمًا بفارق كبير على نادي الزمالك صاحب 14 بطولة فقط، ويؤكد من جديد أن الأهلي لا يعرف إلا طريق القمة، رغم التحديات والضغوط التي مر بها خلال الموسم.
سداسية ختامية تتوج مشوار التفوق
قدم الأهلي واحدة من أمتع مبارياته في ختام الدوري، حيث أمطر شباك فاركو بسداسية نظيفة، بفضل تألق لافت من المهاجم وسام أبو علي، الذي سجل أربعة أهداف كاملة في اللقاء، فيما تكفل كل من حسين الشحات وإمام عاشور بإضافة الهدفين الخامس والسادس.
منذ الدقيقة العاشرة التي شهدت الهدف الأول، فرض الأهلي سيطرته على مجريات المباراة من كافة الجوانب، وأظهر تناغمًا هجوميًا وانضباطًا دفاعيًا يليق بفريق يسعى لحسم اللقب بأداء يليق بتاريخه.
مارسيل كولر.. الأساس الذي بُني عليه الإنجاز
رغم رحيله في منتصف الموسم، فإن السويسري مارسيل كولر كان له دور رئيسي في بناء أساس قوي للفريق. قاد الأهلي في 19 مباراة، نجح في الفوز بـ11 منها، وتعادل في 7، وتلقى هزيمة واحدة فقط كانت اعتبارية بعد انسحاب الفريق أمام الزمالك.
تمكن كولر من تثبيت طريقة لعب واضحة، وخلق منظومة جماعية متماسكة، إلى جانب إعادة توظيف بعض اللاعبين ودمج العناصر الشابة في التشكيلة الأساسية، ما أسهم في تجهيز الفريق لاستكمال مشوار البطولة بقوة بعد رحيله.
عقب مغادرة كولر، تولى المدرب الوطني عماد النحاس قيادة الفريق في توقيت بالغ الدقة، ونجح في إدارة المرحلة الحاسمة بكفاءة وهدوء.
أعاد النحاس التوازن للفريق، وحافظ على الروح الجماعية، ووظف قدرات اللاعبين بشكل مثالي، ما انعكس في الأداء الهجومي القوي والانضباط الدفاعي.
كان لقاء التتويج خير دليل على نجاح النحاس في فرض أسلوبه، حيث ظهرت بصمته بوضوح في تحركات اللاعبين، خاصة في الهجمات المنظمة والتبديلات المؤثرة التي أثمرت عن أهداف إضافية.
حصاد الأرقام: مشوار ثابت ونتائج مقنعة
أنهى الأهلي الموسم في صدارة جدول الترتيب برصيد 58 نقطة من 25 مباراة، محققًا الفوز في 17 مباراة، والتعادل في 7، وتعرض لهزيمة واحدة فقط (اعتبارية) سجل الفريق خلالها عددًا كبيرًا من الأهداف، وخرج بشباك نظيفة في عدد كبير من اللقاءات.
اللافت في هذا الموسم هو توازن الأداء بين الهجوم والدفاع، وتعدد مصادر الخطورة، حيث تألق عدد من اللاعبين في مراكز مختلفة، من وسام أبو علي في المقدمة، إلى إمام عاشور ومروان عطية في الوسط، فضلًا عن استقرار الخط الخلفي بقيادة ياسر إبراهيم ومحمد الشناوي.
أفشة: الدرع مكافأة الجماهير
عبر محمد مجدي أفشة، لاعب وسط الأهلي، عن سعادته الغامرة بالتتويج، وصرح عقب المباراة بأن لقب الدوري هو "هدية غالية للجماهير" التي دعمت الفريق طوال الموسم، معتبرًا أن هذه اللحظة هي ثمرة مجهود جماعي كبير من جميع أفراد المنظومة.
أفشة أضاف: "بطولة صعبة ونجحنا في حسمها في الأمتار الأخيرة، والمجهود الذي بذلناه كان كبيرًا، وفرحة الجمهور اليوم هي المكافأة الحقيقية لنا من الله على هذا الجهد".
دور الجماهير.. الشريك الأصيل في النجاح
كما هي العادة، لعبت جماهير الأهلي دورًا محوريًا في مشوار الفريق هذا الموسم، من خلال الحضور الدائم، والدعم المتواصل في المدرجات وفي كل منصات التشجيع، وهو ما منح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة لمواصلة الأداء بقوة، وتخطي العقبات التي واجهت الفريق في بعض فترات الموسم.
شهدت مباراة الحسم أمام فاركو حضورًا جماهيريًا كبيرًا، ليكون مسك الختام في ليلة احتفال مميزة شهدت رفع درع الدوري وسط أجواء من الفخر والانتماء.
بعد التتويج.. التحدي لا يتوقف
رغم فرحة التتويج، فإن إدارة النادي والجهاز الفني يدركون أن الموسم الجديد سيحمل تحديات أكبر، سواء في الدفاع عن اللقب المحلي أو في المنافسة على الألقاب القارية، خصوصًا دوري أبطال أفريقيا.
سيكون التركيز في المرحلة المقبلة على تدعيم بعض المراكز، وتجديد الدماء داخل الفريق، مع الحفاظ على الهيكل الأساسي الذي قاد الفريق للقب الـ45.