أعلن النادي الأهلي المصري عن نفسه بطلاً للدوري المصري الممتاز لموسم 2024-2025، للمرة الخامسة والأربعين في تاريخه، بعدما حقق فوزًا ساحقًا على فريق فاركو بنتيجة 6-0 في الجولة الختامية من البطولة وجاء التتويج بقيادة المدرب الوطني عماد النحاس، الذي تسلم المهمة خلفًا للسويسري مارسيل كولر، ليختتم الأحمر موسمًا شهد العديد من التحولات والنجاحات.

 

الأهلي يتوج بالدوري المصري للمرة الـ45 في تاريخه: موسم من الهيمنة والتحديات

قدم الأهلي خلال هذا الموسم أداءً قويًا ومتصاعدًا، حيث خاض الفريق 25 مباراة، فاز في 17 منها، وتعادل في 7 مواجهات، وتعرض لهزيمة واحدة فقط كانت اعتبارية، بعد الانسحاب أمام الزمالك في مباراة القمة.

 

ورغم العدد الأقل من المباريات مقارنة ببقية الفرق، فإن الأهلي نجح في حصد 58 نقطة، ما ضمن له التتويج باللقب بفارق مريح.

 

ومن الناحية الهجومية، سجل لاعبو الأهلي 52 هدفًا خلال الموسم، بينما استقبلت شباك الفريق 18 هدفًا فقط، وهو ما يعكس توازنه الدفاعي والهجومي تحت قيادة الجهاز الفني.

 

عماد النحاس يحسم المشهد الأخير

تولى المدرب عماد النحاس مسؤولية قيادة الأهلي في المراحل الأخيرة من الموسم، ونجح في تحقيق العلامة الكاملة في ما تبقى من المباريات، ليحسم لقب الدوري بطريقة مبهرة في الجولة الختامية.

 

الفوز الكاسح على فاركو بستة أهداف دون رد، لم يكن فقط مجرد انتصار رقمي، بل بمثابة رسالة واضحة عن قوة الفريق وجاهزيته للسيطرة على الساحة المحلية.

 

عماد النحاس، المعروف بهدوئه وتكتيكه المتزن، أعاد الحيوية للفريق، ونجح في الاستفادة القصوى من العناصر المتاحة، إلى جانب خلق حالة من الانضباط داخل غرفة الملابس، وهو ما ساعد على استعادة الثقة بعد فترات من تذبذب المستوى.

 

مارسيل كولر.. البصمة السويسرية حاضرة

لا يمكن الحديث عن تتويج الأهلي دون الإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبه المدرب السويسري مارسيل كولر في وضع الأساس الذي قاد الفريق إلى منصة التتويج.

 

كولر قاد الفريق في 19 مباراة هذا الموسم، فاز في 11، وتعادل في 7، وخسر مباراة واحدة كانت أيضًا نتيجة الانسحاب أمام الزمالك.

 

ورغم رحيله قبل نهاية الموسم، إلا أن كولر وضع بصمة واضحة على الأداء العام للفريق، من خلال الاعتماد على طريقة لعب منظمة، وتحقيق نتائج مميزة في الجولات الأولى التي مهدت الطريق لحسم اللقب.

 

قوة هجومية ودفاع صلب

الأرقام تشير بوضوح إلى أن الأهلي لم يكتفِ فقط بالنتائج، بل قدم كرة قدم هجومية ممتعة؛ فقد بلغ عدد الأهداف المسجلة 52 هدفًا، أي بمعدل يزيد عن هدفين في كل مباراة تقريبًا هذه القوة الهجومية تعود إلى تنوع الحلول داخل الفريق، مع تألق عدد من اللاعبين في الثلث الهجومي.

 

على الجانب الآخر، أثبت خط الدفاع قوته طوال الموسم، إذ لم يستقبل سوى 18 هدفًا فقط وهذا يعني أن الأهلي كان يمتلك أحد أقوى الخطوط الدفاعية في الدوري، وهو ما ساعده على الحفاظ على ثبات مستواه حتى في أصعب المباريات.

 

الانسحاب أمام الزمالك.. نقطة جدل

رغم التتويج الكبير لا يمكن تجاهل الجدل الذي أثارته مباراة القمة أمام الزمالك، والتي انسحب منها الأهلي، ليُحسب عليه خسارة اعتبارية هذه الواقعة أثارت الكثير من التساؤلات في الشارع الرياضي المصري، لكن في نهاية المطاف لم تؤثر على مسيرة الأهلي نحو اللقب، بل عززت من رغبة الفريق في الرد داخل الملعب، وهو ما تحقق في الجولات التالية.

 

نحو موسم جديد من التحديات

مع انتهاء موسم 2024-2025 على هذه الصورة المشرّفة، تبدأ جماهير الأهلي التفكير في التحديات القادمة، سواء على الصعيد المحلي أو القاري.

 

ويبدو أن الفريق في طريقه للحفاظ على استقراره الفني، في ظل الرغبة الواضحة لدى الإدارة في تجديد الثقة بالمدرب عماد النحاس، إلى جانب تعزيز الصفوف بصفقات قوية استعدادًا للموسم الجديد ودوري أبطال إفريقيا.


توّج الأهلي بلقبه الـ45 في الدوري المصري الممتاز، مُثبتًا مجددًا أنه الرقم الأصعب في كرة القدم المصرية ورغم التحديات والتغييرات الفنية، تمكن الفريق من فرض سيطرته بفضل تكامل الجهود بين اللاعبين والجهاز الفني والإدارة.

 

هذا التتويج ليس مجرد إنجاز رقمي يُضاف إلى خزائن النادي، بل هو تأكيد على ثقافة الفوز المتجذرة في هذا الكيان العريق، واستعداد دائم لخوض كل موسم بهدف واحد: الصدارة.