أثار موضوع غش العسل في السوق المصري جدلًا واسعًا خلال الأيام الماضية، بعد انتشار شكاوى متعددة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن بعض منتجات العسل المتداولة في الأسواق غير مطابقة للمواصفات، وتباع تحت مسميات مضللة هذا الجدل دفع الجهات المختصة إلى التفاعل مع الموضوع وتقديم ردود رسمية لطمأنة المواطنين، في حين شهد القطاع الزراعي تحركات نشطة لمواجهة التحديات وتعزيز الثقة في المنتجات المحلية.
الغش في منتجات العسل بين الطمأنة والتحذير: تصريحات رسمية وتحركات بحثية لمواجهة الأزمة
في هذا السياق، علقت الدكتورة أسماء أنور، رئيس قسم بحوث النحل بمركز البحوث الزراعية، على هذه الشكاوى خلال تصريحات تليفزيونية مؤكدة أن "معظم منتجات العسل في مصر ممتازة، وتخضع للفحص والتدقيق، كما أن هناك كميات كبيرة منها تُصدّر إلى الخارج".
وأضافت أن العسل المنتج محليًا يتم فحصه من خلال اختبارات فيزيائية وكيميائية دقيقة لضمان جودته وسلامته، مؤكدة أن الجهات الرقابية تسعى للتأكد من مطابقته للمواصفات المعتمدة. كما أشارت إلى وجود مختبرات معتمدة حصلت على شهادة الجودة الدولية ISO 17025، والتي تُعد من أعلى المعايير العالمية في هذا المجال.
اعتراف بوجود الغش وتحذير من تقنينه
ورغم هذه الطمأنة، اعترفت الدكتورة أسماء أنور بوجود حالات غش بالفعل، وقالت إن "الغش موجود في كل مكان، لكن الخطر الحقيقي يظهر حين يتم تقنينه أو التهاون معه" وشددت على أن الغش في منتجات العسل لا يشمل جميع الأنواع أو الشركات، لكنه ظاهرة يجب التعامل معها بصرامة.
وأكدت أن بعض الشكاوى المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون مبالغًا فيها أو غير دقيقة من حيث التحاليل المعتمدة، مشيرة إلى أنها ليست على دراية كاملة بدقة الفحوصات التي أجرتها الشركات التي أثيرت حولها الشبهات.
السياق الأوسع.. تحركات لدعم القطاع الزراعي
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه وزارة الزراعة المصرية نشاطًا واسعًا لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال في القطاع الزراعي، حيث تم افتتاح المعرض والمؤتمر الأول لمركز البحوث الزراعية للابتكار وريادة الأعمال.
حضر افتتاح المعرض وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد علاء فاروق، إلى جانب عدد من الوزراء السابقين، وأعضاء بمجلسي النواب والشيوخ، وسفراء، وخبراء، وباحثين، ورجال أعمال، وممثلي شركات عاملة في مجال الزراعة والإنتاج الغذائي.
دور البحوث الزراعية في ضمان الجودة
وقد أوضح الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، خلال فعاليات المعرض أن المركز يسعى إلى دعم الابتكار وتطوير آليات مراقبة الجودة، خاصة في ما يتعلق بمنتجات النحل والعسل، لما لها من أهمية غذائية واقتصادية كبرى.
ضم المعرض 34 شركة زراعية و32 معهداً ومختبراً بحثياً تابعاً للمركز، مما يعكس حجم الجهد المبذول لتطوير هذا القطاع الحيوي كما تم عرض مشروعات بحثية وتقنيات متقدمة يمكن أن تُستخدم لمكافحة الغش وتحسين الإنتاج.
ضرورة وعي المستهلك والمحاسبة الصارمة
في ظل التفاوت بين جودة المنتجات وتزايد حالات الغش، يتوجب على المستهلك أن يكون أكثر وعيًا بحقوقه، مع ضرورة دعم المؤسسات الرقابية في تتبع المنتجات غير المطابقة للمواصفات، ومحاسبة المخالفين.
كما ينبغي تحفيز الشركات الجادة والملتزمة بمعايير الجودة، ومنحها الفرصة لتوسيع قاعدة عملائها محليًا ودوليًا.
الأمر لا يتوقف عند مسؤولية الجهات الحكومية فقط، بل يمتد إلى الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني التي عليها دور في التوعية بمخاطر الغش الغذائي وأهمية اختيار مصادر موثوقة للمنتجات.