قبل أيام قليلة من المواجهة المرتقبة في نهائي كأس مصر بين ناديي الزمالك وبيراميدز، والمقرر إقامته يوم 5 يونيو المقبل على ستاد القاهرة الدولي، اشتعلت أزمة جديدة تتعلق بموعد انطلاق المباراة، وذلك بسبب تزامنها مع وقفة عيد الأضحى المبارك وارتباط اللاعبين والجماهير بصيام يوم عرفة، وهو ما أثار جدلاً واسعاً دفع الاتحاد المصري لكرة القدم إلى إعادة النظر في توقيت اللقاء.
الاتحاد المصري لكرة القدم كان قد أعلن سابقاً أن المباراة ستنطلق في الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي، أي بعد حوالي 10 دقائق فقط من أذان المغرب، ما يعني أن اللاعبين الصائمين لن يتمكنوا من الإفطار بشكل كامل قبل انطلاق اللقاء، وهو ما اعتبره البعض تجاهلاً للخصوصية الدينية لهذا اليوم الهام.
هذا التوقيت أثار انتقادات كبيرة من متابعين ومحللين وحتى من داخل الأندية، خاصة أن صيام يوم عرفة يعتبر شعيرة دينية هامة لدى المسلمين ويصادف هذا العام مع يوم النهائي، ما يفرض ظروفاً خاصة على اللاعبين الصائمين من الناحية البدنية والتغذوية.
وفقًا لمصادر مطلعة داخل الاتحاد المصري لكرة القدم، هناك تفكير جاد في تعديل توقيت المباراة من الثامنة إلى الساعة التاسعة والنصف مساءً، لإتاحة الوقت الكافي أمام اللاعبين لتناول وجبة الإفطار والاستعداد البدني بشكل أفضل قبل المواجهة.
التعديل المقترح من شأنه تقليل الضغط البدني على اللاعبين الذين سيكونون قد أمضوا ساعات طويلة صائمين، كما أنه يُظهر احترامًا من الجهات المنظمة للشعائر الدينية الخاصة بهذا اليوم.
ورغم أن القرار النهائي لم يصدر بعد، إلا أن الاتجاه داخل اتحاد الكرة المصري، بحسب ذات المصادر، يميل بقوة إلى تعديل الموعد لتفادي أي انتقادات إضافية أو أزمات محتملة قد تُعكر أجواء اللقاء الختامي للموسم الكروي المصري.
موعد مؤجل أصلاً
النهائي ذاته كان قد تم تأجيله مسبقًا، حيث كان من المقرر أن يُقام يوم 20 مايو الجاري، إلا أن ارتباط نادي بيراميدز بمباراته ضد صن داونز الجنوب أفريقي في نصف نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا فرض تأجيلًا اضطراريًا.
بيراميدز خاض مباراة الذهاب أمام صن داونز على ملعب "لوفتوس فيرسفيلد" بجنوب أفريقيا، وانتهت بالتعادل 1-1، على أن تُلعب مباراة الإياب يوم 1 يونيو المقبل على ملعب ستاد الدفاع الجوي بالقاهرة، أي قبل أربعة أيام فقط من نهائي كأس مصر، مما يُبقي على عامل الضغط البدني ماثلاً أمام لاعبي الفريق.
عدد من المراقبين أشاروا إلى أن إقامة المباراة بعد الإفطار مباشرة، دون وقت كافٍ للهضم والاستعداد، قد يؤثر سلبًا على أداء اللاعبين ويقلل من المستوى الفني للقاء الذي من المنتظر أن يكون أحد أبرز أحداث الموسم في الكرة المصرية.
وبينما لم تُسجّل اعتراضات رسمية من الناديين حتى الآن، فإن مصادر من داخل الزمالك وبيراميدز أبدت تفهمًا لأسباب تأجيل الموعد، معتبرة أن الراحة البدنية واحترام ظروف الصيام أهم من الالتزام الصارم بالتوقيت المقرر مسبقًا.
من جهة أخرى، من المتوقع أن يكون لهذا التغيير تأثير إيجابي أيضًا على الحضور الجماهيري، إذ أن تأخير المباراة إلى ما بعد الإفطار بوقت كافٍ قد يسهم في زيادة الإقبال الجماهيري، خاصة في ظل أجواء العيد التي تواكب هذا اليوم.
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يُصدر الاتحاد المصري لكرة القدم بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي تغيير موعد انطلاق المباراة. لكن كل المؤشرات تدل على أن القرار النهائي سيتم اتخاذه خلال أيام قليلة، بعد التشاور مع الأندية المعنية والجهات الأمنية الراعية للتنظيم.