في خطوة تعد بداية حقيقية لتحرك إداري مدروس داخل نادي الزمالك، استقر مجلس الإدارة، بالإجماع، على تعيين جون إدوارد، المدير الرياضي الحالي لنادي فاركو، مديرًا لقطاع كرة القدم بالقلعة البيضاء، في واحدة من أهم القرارات التي تأتي ضمن خطة شاملة تهدف إلى إعادة بناء هيكل النادي الكروي واستعادة الاستقرار المفقود خلال المواسم الماضية.
جون إدوارد يعد من الأسماء التي فرضت نفسها بقوة على الساحة الكروية المصرية خلال السنوات الأخيرة، نظرًا لما حققه من نجاحات تنظيمية وتخطيطية مميزة مع نادي فاركو، الذي تحوّل خلال فترة قصيرة من فريق صاعد إلى منافس يحسب له حساب في الدوري الممتاز خبرته في الإدارة الفنية، وهدوءه في التعامل مع الملفات المعقدة، جعلته خيارًا مثاليًا لمجلس الزمالك، في وقت يحتاج فيه النادي إلى شخصية تجمع بين الحسم والانضباط، والرؤية الفنية الواضحة.
ورغم التوافق الكامل داخل مجلس الإدارة، إلا أن الإعلان الرسمي عن التعاقد تم تأجيله، لعدة أسباب؛ أبرزها أن جون إدوارد لا يزال مرتبطًا بمهامه داخل نادي فاركو حتى نهاية الموسم، فضلًا عن وجود بعض البنود التعاقدية والإدارية التي لا تزال قيد النقاش، إذ يسعى الزمالك لصياغة اتفاق متكامل يمنح المسؤول الجديد كافة الصلاحيات التي تساعده على أداء مهامه بفعالية ووضوح.
مجلس الزمالك يفضل الانتظار حتى نهاية الموسم الحالي للإعلان الرسمي، في محاولة لخلق مناخ إيجابي بعيدًا عن التشتت، وضمان تقديم الرجل الجديد في توقيت مناسب يعكس الثقة والتخطيط الجاد الذي تقوده الإدارة حاليًا.
هذا التعيين لا يأتي كخطوة منفصلة، بل يعد جزءًا من خارطة طريق داخل النادي لإعادة بناء فريق الكرة على أسس علمية وإدارية قوية، تعكس نية النادي في الانتقال من حالة الطوارئ والقرارات العاجلة إلى الاستقرار والتنظيم المؤسسي الرهان في المرحلة القادمة لن يكون فقط على المدرب أو اللاعبين، بل على بناء بيئة احترافية من الداخل، تستوعب الضغوط، وتُفرز فرقًا قادرة على المنافسة المستدامة.
جون إدوارد سيكون أمامه تحديات كبيرة منذ اليوم الأول، بدءًا من تقييم شامل لملف فرق الكرة في مختلف الأعمار، مرورًا بالتخطيط لملف الصفقات، وتحديد أولويات الجهاز الفني، ووصولًا إلى وضع هيكل تنظيمي واضح يحكم العلاقة بين الإدارة والمدرب واللاعبين لكن الميزة الأهم، أنه يدخل النادي بدعم إداري كامل ورؤية واضحة تجعله لا يعمل في فراغ، بل ضمن منظومة تطمح للعودة سريعًا إلى منصات التتويج، محليًا وقاريًا.
وبينما تترقب جماهير الزمالك الإعلان الرسمي عن هذه الخطوة، تبقى الرسالة الأهم أن النادي بدأ يراهن على الكفاءات لا الأسماء، وعلى التنظيم لا العشوائية، وهي إشارة إيجابية في طريق العودة إلى طريق البطولات بثبات وثقة.