يتحرك نادي برشلونة الإسباني بخطى واثقة نحو تحصين واحد من أهم أصوله الكروية، بعد اقترابه من توقيع عقد طويل الأمد مع نجمه الواعد لامين يامال، يمتد حتى عام 2031، في خطوة تعكس إدراك النادي العميق لقيمة اللاعب وأهمية تأمين مستقبله وسط تصاعد اهتمام كبار أوروبا بموهبته الاستثنائية.
وبحسب صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، فإن التوقيع الرسمي للعقد الجديد سيتمم اليوم الثلاثاء، أي قبل الموعد الأصلي المحدد في 13 يوليو، وهو تاريخ بلوغ يامال عامه الـ18 هذا التبكير يعكس رغبة إدارة النادي في إنهاء أي حالة من الغموض أو الترقب تحيط بمستقبل اللاعب، الذي بات ركيزة أساسية في المشروع الجديد للمدرب هانز فليك.
الاجتماع الحاسم عقد في أحد فنادق برشلونة، حيث التقى خوان لابورتا رئيس النادي، بـخورخي مينديز، وكيل أعمال اللاعب، بحضور المدير الرياضي ديكو، والمستشار أليخاندرو إتشيفاريا الأجواء، وفقًا للتقارير، كانت إيجابية للغاية، وتم خلالها الاتفاق على كافة التفاصيل المالية والفنية للعقد الجديد، بما في ذلك تعديل بعض البنود بما يتناسب مع الأداء المتطور لليامال ومكانته داخل الفريق.
العقد الجديد، الذي كان يُفترض أن يمتد حتى 2030، تم تمديده لعام إضافي حتى 2031، مع إدراج مكافأة خاصة في حال فوز اللاعب بجائزة الكرة الذهبية مستقبلاً، وهو بند رمزي يعكس ليس فقط طموحات النادي، بل ثقته العميقة في المسار التصاعدي لمسيرة اللاعب وضمن بنود الحماية أيضاً، يتضمن العقد شرطًا جزائيًا بقيمة مليار يورو، وهو رقم اعتاد برشلونة إدراجه في عقود لاعبيه الشباب الكبار، لردع أي محاولات محتملة من الأندية الكبرى التي تترقب دائمًا المواهب الخارقة.
لامين يامال، رغم صغر سنه، أظهر نضجًا كرويًا لافتًا منذ تصعيده للفريق الأول، وبات عنصرًا لا غنى عنه في خطط برشلونة، نظرًا لما يمتلكه من مهارة، سرعة، وهدوء في التعامل مع الكرة، لا سيما في المواقف الحاسمة وقد اكتسب ثقة جماهير الكامب نو بسرعة قياسية، ما جعله يُصنّف ضمن الجواهر النادرة التي لا تعوض.
هذه الخطوة تعكس أيضًا توجه برشلونة الجديد نحو الاستثمار طويل المدى في أبنائه، وعدم السماح بتكرار سيناريوهات الرحيل المبكر التي عانى منها سابقًا مع مواهب واعدة في ظل الضغوط المالية التي يعيشها النادي، فإن الحفاظ على جيل ذهبي جديد يمثل خيارًا استراتيجيًا لاستعادة المكانة الأوروبية.
من جهته، لم يبدي يامال أي تردد في مسألة البقاء، بل أظهر ولاء واضحًا للنادي ورغبة في مواصلة التطور ضمن منظومته. ويُنظر إليه حاليًا على أنه حجر الأساس في مشروع إعادة بناء الفريق، خاصة مع المدرب الألماني الجديد، الذي يُراهن على اللاعبين الشبان وإعادة ضبط الهوية التكتيكية للبلوغرانا.
ومع اقتراب التوقيع الرسمي، يمكن القول إن برشلونة نجح في تحقيق ضربة استباقية جديدة، ليس فقط بتحصين أحد أبرز مواهبه، بل بإرسال رسالة واضحة إلى الجميع: لامين يامال لن يكون متاحًا... مهما كانت الإغراءات.