كشفت تقارير صحفية إسبانية أن إينييجو مارتينيز، مدافع نادي برشلونة، اتخذ قرارًا نهائيًا بعدم العودة لتمثيل منتخب إسبانيا، رغم المستويات الفنية القوية التي قدّمها هذا الموسم بقميص البلوغرانا وجاء هذا القرار في ظل تعقيدات رياضية ونفسية، وبهدف التركيز الكامل على مسيرته في النادي الكتالوني.
اللاعب البالغ من العمر 34 عامًا، والذي جدد مؤخرًا عقده مع برشلونة، يرى أن الالتزام باللعب الدولي لم يعد مناسبًا لوضعه الحالي. ووفقًا لما نشرته صحيفة ماركا الإسبانية، فإن مارتينيز يريد التركيز التام على مشواره مع برشلونة، خاصة مع تقدمه في السن ورغبته في الحفاظ على جاهزيته البدنية خلال المراحل المتقدمة من مسيرته.
قرار مارتينيز لا يأتي من فراغ، بل سبقه توتر واضح بينه وبين الجهاز الفني للمنتخب بقيادة لويس دي لا فوينتيني ففي مارس الماضي، استدعي المدافع المخضرم لقائمة المنتخب لمواجهة هولندا وديًا، لكن برشلونة أعلن لاحقًا عن إصابة في الركبة، حالت دون انضمامه إلى المعسكر.
المفاجأة جاءت بعد التوقف الدولي، حين عاد اللاعب سريعًا للمشاركة مع برشلونة في مباراة ضد أوساسونا، ما أثار شكوك الاتحاد الإسباني وبعض الأندية، ودفع نادي أوساسونا لتقديم شكوى رسمية بدعوى مخالفة برشلونة للوائح الفيفا المتعلقة بفترة التعافي الخاصة باللاعبين الدوليين.
لاحقًا، استبعد دي لا فوينتي مارتينيز من قائمة إسبانيا المشاركة في نهائيات دوري الأمم الأوروبية، موضحًا أن اختياراته تقتصر على "أفضل أربعة مدافعين مركزيين في الليغا"، وهي القائمة التي لم تشمل أيضًا إيميريك لابورت، الذي ابتعد عن المشاركة مع النصر السعودي خلال شهر مايو.
هذا الاستبعاد شكل رسالة غير مباشرة لمارتينيز، الذي شعر بأن مكانه في المنتخب لم يعد مضمونًا، رغم أهميته في تشكيلة برشلونة وقدرته على تقديم الإضافة في المباريات الكبرى.
يمتلك مارتينيز 21 مشاركة دولية، وكان ضمن تشكيلة منتخب الشباب التي توّجت ببطولة أوروبا تحت 21 عامًا عام 2013. بدأ مسيرته الدولية مع فيثينتي ديل بوسكي، وسبق أن تم استدعاؤه للقائمة الأولية لبطولة يورو 2020، لكنه انسحب لأسباب نفسية آنذاك.
ورغم أن مسيرته الدولية لم تبلغ قمتها كما كان متوقعًا، إلا أن مارتينيز يملك سجلًا مشرفًا، وشارك في مراحل حاسمة مع "لا روخا"، ويظل اسمه ضمن قائمة المدافعين الذين تركوا بصمة واضحة في حقبة ما بعد الجيل الذهبي.
بحسب مصادر مقربة من اللاعب، نقلت "ماركا" أن مارتينيز يرى أن الاستمرار في اللعب الدولي يمثل مخاطرة جسدية ونفسية في هذه المرحلة من مسيرته وأكد المصدر أن اللاعب لا يشعر بأن تمثيل المنتخب الإسباني "شرفٌ" كما كان في السابق، بل بات عبئًا يعيق تركيزه على الالتزامات المحلية مع برشلونة.
وأضاف المصدر أن مارتينيز اتخذ قراره بهدوء وبعد تفكير طويل، واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا: المساهمة في استقرار دفاع برشلونة، والاستعداد للعب بأعلى مستوى حتى آخر لحظة في مسيرته الاحترافية.
هذا القرار، رغم أنه يشكّل خسارة محتملة للمنتخب الإسباني، إلا أنه يصب في مصلحة برشلونة، حيث سيتمكن النادي من الاستفادة من خدمات لاعب متمرس دون ضغوط المشاركات الدولية، خصوصًا في فترات التوقف الدولي المزدحمة.
ويأمل الجهاز الفني للبارسا، بقيادة المدرب الجديد المنتظر الإعلان عنه رسميًا بعد نهاية الموسم، في الاستفادة من خبرة مارتينيز في دعم خط الدفاع، خاصة في ظل احتمالات مغادرة بعض العناصر ووجود حاجة لإعادة هيكلة فنية في عدة مراكز.