شهدت الساعات الأخيرة موجة غضب عارمة من جماهير نادي برشلونة الإسباني تجاه الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن، عقب ظهوره المتواضع في مباراة الفريق الأخيرة أمام فياريال، التي استقبل فيها 3 أهداف من 3 تسديدات فقط.

 

جماهير برشلونة تطالب برحيل تير شتيغن بعد أداء مخيب أمام فياريال

تصاعد الغضب بلغ ذروته مع إطلاق وسم #TerStegenOut الذي تصدر الترند الإسباني على منصة "إكس"، ليكشف عن حجم التوتر بين الجماهير واللاعب الذي كان يعد في وقتٍ سابق أحد أعمدة الفريق.

 

عودة مخيبة بعد الإصابة

تير شتيغن البالغ من العمر 33 عامًا، عاد للمشاركة مع برشلونة بعد غياب دام لأسابيع بسبب مشاكل مزمنة في الركبة لكن بدلاً من أن تكون عودته دعمًا للفريق، جاءت مشاركته في مواجهة فياريال لتثير الكثير من التساؤلات، بعد أن ظهر مهزوزًا وفاقدًا للثقة، وارتكب أخطاء مباشرة ساهمت في خسارة الفريق.

 

ما أثار غضب الجماهير بشكل خاص، هو أن الأهداف التي دخلت مرمى برشلونة كانت من كرات يمكن وصفها بالـ"سهلة" نسبيًا، الأمر الذي عزز الانطباع بأن الحارس لم يعد في مستواه المعهود، سواء بدنيًا أو ذهنيًا.

 

عقد ممتد.. ومستقبل غامض

تير شتيغن يرتبط مع برشلونة بعقد طويل الأمد يمتد حتى صيف 2028، ما يعني أنه من المفترض أن يكون جزءًا من المشروع الرياضي للنادي خلال السنوات المقبلة لكن الواقع يختلف، فالحارس خضع لثلاث عمليات جراحية في الركبة منذ 2020، وهو ما أثر بشكل ملحوظ على مردوده الفني.

 

ورغم محاولات الجهاز الفني لإدارته بعناية، من خلال العودة التدريجية وتوزيع الدقائق، إلا أن الأرقام لا تصب في صالحه: فقد استقبل 4 أهداف من 7 تسديدات فقط خلال مباراتين بعد عودته من الإصابة، ما يطرح علامات استفهام حول جدوى الإبقاء عليه كخيار أساسي.

 

غضب جماهيري وتحرك رقمي

الوسم الذي أطلقته الجماهير (#TerStegenOut) لم يكن مجرد تعبيرعن لحظة انفعال، بل تحول إلى حملة رقمية منظمة شارك فيها آلاف من محبي برشلونة، من داخل إسبانيا وخارجها بعض التعليقات ركزت على تراجع مردود الحارس في المباريات الحاسمة، بينما تحدث آخرون عن أهمية التجديد وضخ دماء جديدة في هذا المركز الحيوي.

 

الانتقادات لم تقتصر على تير شتيغن فحسب، بل طالت الجهاز الفني الذي دفع به في هذه المرحلة، رغم غيابه الطويل، ما دفع بعض المحللين للتساؤل: هل كانت عودته سابقة لأوانها؟

هل يتجه برشلونة نحو بديل جديد؟


في ظل تزايد الضغوط الجماهيرية، بدأت الصحافة الإسبانية تتحدث عن إمكانية تعاقد برشلونة مع حارس مرمى جديد خلال سوق الانتقالات الصيفية المقبلة وربط النادي بعدة أسماء، بعضها يلعب في الليغا، فيما تم التطرق لحراس شباب في الدوريات الأوروبية الصاعدة.

 

مع الوضع المالي الدقيق للنادي، قد يكون من الصعب ضم حارس من الطراز الأول، لكن في حال استمرار تراجع أداء تير شتيغن، سيكون الضغط أكبر على الإدارة للبحث عن خيار مستقبلي، خاصة أن مركز حراسة المرمى لم يعد مضمونًا كما كان في السابق.

 

أزمة نفسية أم نهاية مرحلة؟

بعض المحللين يرون أن ما يمر به تير شتيغن قد يكون أزمة نفسية مؤقتة، بعد العودة من الإصابة وفقدان النسق، وهو أمر معتاد في كرة القدم. لكن في المقابل، يرى آخرون أن الحارس قد وصل إلى نهاية مرحلته مع برشلونة، خاصة أن الجماهير لم تعد تضع فيه الثقة التي كانت تميز علاقتهما لسنوات.

 

وإذا لم يتمكن الحارس من استعادة مستواه في ما تبقى من مباريات هذا الموسم، فإن الضغوط قد تنتقل إلى الإدارة والمدرب، لاتخاذ قرار جذري قبل انطلاق الموسم الجديد.


ما يعيشه تير شتيغن اليوم يعكس التحديات المعقدة التي تواجه لاعبي النخبة في الأندية الكبرى فبين التطلعات العالية، وتراجع الأداء، وضغط الجماهير، قد يتحول النجم إلى عبء في لحظة واحدة.

 

برشلونة الذي يعيش مرحلة إعادة بناء، أمام مفترق طرق حقيقي: إما دعم الحارس واستعادة مستواه، أو فتح صفحة جديدة في مركز الحراسة، تواكب طموحات الجماهير في العودة إلى منصات التتويج.