في قلب نابولي، لم يكن توماسو ستاراسي مجرد مسؤول عن غرفة الملابس، بل كان روحًا نابضة داخل جدران ملعب "دييغو أرماندو مارادونا"، رجل عاش تفاصيل النادي، الصغيرة قبل الكبيرة، على مدى ما يقارب نصف قرن تقاعده ليس مجرد خبر إداري، بل فصل تاريخي يُطوى في رواية نادي الجنوب الإيطالي.
ولد ستاراسي في أحد أحياء نابولي الشعبية، حيث كبر على عشق الفريق الأزرق لم يكن من نجوم الملاعب، لكنه كان نجم الكواليس بلا منازع. رافق نابولي من أيام الشقاء والهبوط وحتى قمم المجد، وشهد من قرب كيف تتحول الأحلام إلى واقع على يد أساطير مروا من هنا، من مارادونا، إلى كافاني، ثم هامسيك، وصولًا إلى أوسيمين ورفاقه في التتويج الأخير بلقب السكوديتو في موسم 2022-2023.
كان توماسو أول من يدخل غرف الملابس وآخر من يغادرها، يحرص على التفاصيل التي لا تُرى على الشاشات: نظافة القمصان، ترتيب الأحذية، تحضير زجاجات المياه، ونشر أجواء الطمأنينة قبل لحظات التوتر الكبرى. لم يكن هذا مجرد "وظيفة"، بل مهمة مقدسة.
حكاية ستاراسي مع مارادونا تستحق أن تكتب بماء الذهب. كان دييغو يثق في ستاراسي لدرجة أنه كان يفضل الجلوس معه بعد التدريبات، يشرب قهوته المفضلة من يديه ويتحدث معه عن أسرته وأحلامه وحنينه إلى الأرجنتين وكما يروي ستاراسي نفسه: "مارادونا لم يكن مجرد نجم، بل أخ وصديق، كان يُشعرني دائمًا أنني مهم".
وبعد وفاة مارادونا، ظهر ستاراسي في إحدى المقابلات متأثرًا للغاية، وقال حينها: "مات جزء من قلبي يوم رحيله، لم يكن يوماً مجرد لاعب بالنسبة لي".
مع إعلان تقاعده، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في إيطاليا، حيث طالب مشجعو نابولي بإطلاق اسم توماسو ستاراسي على إحدى غرف الاستاد أو تخصيص تمثال صغير له عند مدخل غرفة الملابس كما أشاد العديد من نجوم النادي السابقين والحاليين بمسيرته، بينهم لافيتزي، كوليبالي، ولورينزو إنسينيه، الذين وصفوه بـ"العملاق الصامت".
اشتهر ستاراسي بطريقته الفريدة في تحضير "الموكا" الإيطالية، وكان يعتبر ذلك طقوسًا مقدسة قبل كل مباراة، حتى أن بعض اللاعبين رفضوا شرب القهوة من أي شخص سواه كما تداولت الجماهير مقاطع فيديو له وهو يؤدي رقصات احتفالية بعد الانتصارات، تحوّلت إلى ما يشبه الطقوس الجماعية في نابولي.
في رسالة وداعه، كتب ستاراسي: "اليوم أُغادر مكاني، ولكن قلبي سيظل معلقًا في كل ركن من أركان هذا النادي العظيم. أحببت نابولي كما لم أحب شيئًا من قبل، وسأظل أتابع كل دقيقة كأب فخور بأبنائه"
ودعت جماهير نابولي "عميد غرفة الملابس" بدموع وحب كبير. وبينما يترك ستاراسي غرفته خالية للمرة الأولى منذ 1975، فإن صوته، قهوته، ونصائحه ستظل محفورة في ذاكرة كل من عبر هذا المكان
في قلب نابولي، لم يكن توماسو ستاراسي مجرد مسؤول عن غرفة الملابس، بل كان روحًا نابضة داخل جدران ملعب "دييغو أرماندو مارادونا"، رجل عاش تفاصيل النادي، الصغيرة قبل الكبيرة، على مدى ما يقارب نصف قرن. تقاعده ليس مجرد خبر إداري، بل فصل تاريخي يُطوى في رواية نادي الجنوب الإيطالي.
ولد ستاراسي في أحد أحياء نابولي الشعبية، حيث كبر على عشق الفريق الأزرق لم يكن من نجوم الملاعب، لكنه كان نجم الكواليس بلا منازع رافق نابولي من أيام الشقاء والهبوط وحتى قمم المجد، وشهد من قرب كيف تتحول الأحلام إلى واقع على يد أساطير مروا من هنا، من مارادونا، إلى كافاني، ثم هامسيك، وصولًا إلى أوسيمين ورفاقه في التتويج الأخير بلقب السكوديتو في موسم 2022-2023.
كان توماسو أول من يدخل غرف الملابس وآخر من يغادرها، يحرص على التفاصيل التي لا ترى على الشاشات: نظافة القمصان، ترتيب الأحذية، تحضير زجاجات المياه، ونشر أجواء الطمأنينة قبل لحظات التوتر الكبرى. لم يكن هذا مجرد "وظيفة"، بل مهمة مقدسة.
حكاية ستاراسي مع مارادونا تستحق أن تكتب بماء الذهب. كان دييغو يثق في ستاراسي لدرجة أنه كان يفضل الجلوس معه بعد التدريبات، يشرب قهوته المفضلة من يديه ويتحدث معه عن أسرته وأحلامه وحنينه إلى الأرجنتين. وكما يروي ستاراسي نفسه: "مارادونا لم يكن مجرد نجم، بل أخ وصديق، كان يُشعرني دائمًا أنني مهم".
وبعد وفاة مارادونا، ظهر ستاراسي في إحدى المقابلات متأثرًا للغاية، وقال حينها: "مات جزء من قلبي يوم رحيله، لم يكن يوماً مجرد لاعب بالنسبة لي".