تتواصل في مدينة نيويورك جلسات محاكمة نجم الهيب هوب الأمريكي شون "ديدي" كومبس، البالغ من العمر 55 عامًا، وسط اتهامات ثقيلة تتعلق بإدارة شبكة للاتجار بالجنس، الابتزاز، ونقل أفراد بغرض الدعارة، وهي تهم قد تضعه خلف القضبان مدى الحياة في حال إدانته.

 

محاكمة شون "ديدي" كومبس: اتهامات خطيرة وأسماء شهيرة في دائرة الضوء

المحاكمة التي تحظى بمتابعة إعلامية وشعبية واسعة، شهدت خلال الأيام الماضية تطورات مثيرة، حيث ظهرت أسماء شهيرة من عالم الموسيقى في سجل الشهادات، ما أضفى على القضية أبعادًا جديدة تتعلق بعلاقات كومبس داخل صناعة الترفيه الأمريكية، والتأثير المتبادل بين سلوكه الشخصي وحياة عدد من المشاهير الذين ارتبط بهم في فترات زمنية مختلفة.

 

بريتني سبيرز في دائرة الأضواء من جديد

في تطور لافت خلال جلسة الاستماع المنعقدة بتاريخ 15 مايو الجاري، تم طرح اسم مغنية البوب الأمريكية بريتني سبيرز، وذلك بعد شهادة أدلت بها صديقة سابقة لكومبس، أفادت خلالها أن المغني كان قد دعا سبيرز إلى حفل عيد ميلادها الـ21 الذي أقيم في ملهى ليلي فاخر بمدينة لاس فيغاس بتاريخ 7 سبتمبر 2007.

 

كما كشفت الشاهدة أن سبيرز حضرت حفلة أخرى لاحقًا من تنظيم مغني الراب "50 سنت"، امتدت حتى الساعات الأولى من الصباح، بحضور عدد كبير من الشخصيات البارزة في مجال الموسيقى والإنتاج.

 

هذا الكشف أعاد إلى الأذهان الحدث الشهير الذي أعقب تلك الليلة مباشرة، وهو أداء بريتني سبيرز في حفل MTV Video Music Awards بتاريخ 9 سبتمبر 2007، الذي وصف حينها بـ"الكارثي"، حيث ظهرت المغنية على المسرح بأداء مرتبك، مع حركات راقصة باهتة وسوء تنسيق في الغناء والرقص، ما أثار انتقادات واسعة من جمهورها ومن وسائل الإعلام.

 

خلفيات مرتبطة بمذكرات سبيرز

الارتباط الزمني بين الحفل الذي نظّمه كومبس والأداء المثير للجدل لبريتني سبيرز ألقى بظلاله على طبيعة البيئة التي كانت تحيط بالمغنية خلال تلك الفترة، خصوصًا بعد ما كشفت هي بنفسها في مذكراتها الصادرة عام 2023 بعنوان "المرأة في داخلي"، بأنها لم تكن في حال جيدة أثناء ذلك العرض.

 

وكتبت سبيرز في المذكرات:"لم أنم الليلة السابقة كانت هناك مشكلات في زيّي ووصلات شعري. شعرت بالدوار، ولم أكن مستعدة لذلك العرض بأي شكل من الأشكال".

 

التفاصيل التي أوردتها في المحكمة دعمت ما ورد في كتابها، ما أثار تساؤلات جديدة حول ما إذا كانت ليلة الحفل قد لعبت دورًا في التأثير على أدائها، بل وفتحت الباب أمام مزيد من التساؤلات عن طبيعة الحياة الليلية المحيطة بكومبس آنذاك، ومدى تأثيرها على المشاهير الآخرين.

 

التحقيق يقترب من الدائرة المقربة

المحاكمة تسير في مسار يتجاوز فقط النظر في تصرفات كومبس بشكل فردي، بل يبدو أن السلطات القضائية تضع شبكة علاقاته قيد التمحيص، سواء من العاملين السابقين في شركته Bad Boy Records أو من الفنانين والفنانات الذين تداخلت حياتهم المهنية والشخصية مع سلوكياته.

 

ووفقًا للمدعين، فإن النمط الذي اتبعته شبكة كومبس يشمل استخدام نفوذه وشهرته لإغواء أو إجبار عدد من الأشخاص على المشاركة في أنشطة غير قانونية، تحت غطاء الحفلات الخاصة والعلاقات المهنية.

 

كومبس ينكر التهم... والمعركة القضائية مستمرة

رغم الأدلة والشهادات المتزايدة، ينكر شون كومبس كل التهم الموجهة إليه، وأكد محاموه أن موكلهم "ضحية حملة ممنهجة لتشويهه والنيل من سمعته"، معتبرين أن بعض الشهادات تم اقتطاعها من سياقها الحقيقي.

 

ومع ذلك، فإن تصاعد عدد القضايا المدنية والجنائية المرتبطة به، وورود أسماء مشاهير من الصف الأول في شهادات المحكمة، قد يغير من توجهات القضية، ويزيد الضغط على الدفاع.

 

إلى أين تتجه المحاكمة؟

الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل شون كومبس المهني والقانوني، حيث تتوقع جهات قضائية أن يتم استدعاء شهود إضافيين من داخل الوسط الفني، وقد تشمل القائمة أسماء فنية بارزة.

 

كما يرتقب صدور وثائق جديدة توضح طبيعة الأنشطة التي كانت تُجرى تحت مظلة الحفلات والمناسبات الخاصة التي كان يشرف عليها.

 

الاهتمام الإعلامي يتزايد، والرأي العام الأمريكي يراقب عن كثب مجريات هذه المحاكمة، التي يبدو أنها لن تكون مجرد محاسبة لفنان متهم، بل كشفًا لوجه خفي من صناعة الترفيه الأمريكية، قد يهز ثقتها من الداخل ويعيد طرح الأسئلة حول حدود النفوذ والشهرة في عالم المال والفن.