في لحظة انتظرها عشاق ريال مدريد بفارغ الصبر، تولى النجم الإسباني السابق تشابي ألونسو رسميًا منصب المدير الفني للفريق الأول، خلفًا للمدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، الذي ودع النادي بعد مسيرة تاريخية توج خلالها بلقب دوري أبطال أوروبا ومجموعة من البطولات الأخرى التي رسخت مكانته كأحد أعظم المدربين في تاريخ "الميرينغي".

 

تشابي ألونسو مدربًا لريال مدريد: بداية جديدة برسالة وفاء لكارلو أنشيلوتي

ولم يبدأ ألونسو مسيرته الجديدة على رأس الجهاز الفني دون الإشارة إلى الرجل الذي مهّد له هذا الطريق، حيث عبر عن تقديره العميق لأنشيلوتي في رسالة ودية ومؤثرة، تعكس جانبًا من شخصيته المتزنة واحترامه للمسؤولية التي يتولاها.

 

إرث أنشيلوتي حاضر في خطاب ألونسو

في كلمته خلال مؤتمر تقديمه مدربًا جديدًا للنادي الملكي، قال تشابي ألونسو:"قبل أن أبدأ الحديث عن المرحلة الجديدة، لا أريد أن أتجاهل المرحلة التي انتهت والتسلم الذي أخذته من كارلو أنشيلوتي، لأنه كان مدربي، وشخصاً عظيماً ومدرباً ترك بصمة كبيرة في حياتي ربما من دون براعته ومن دون التعلم الذي اكتسبته منه، لما كنت هنا اليوم".

 

هذا الاعتراف يعكس مدى التأثير الذي تركه أنشيلوتي في مسيرة ألونسو، حيث عملا معًا سابقًا في ريال مدريد ثم بايرن ميونخ، وهي فترات شكلت جزءًا كبيرًا من مسيرته كلاعب، وأكسبته خبرات تدريبية غير مباشرة ساعدته على بناء شخصيته الفنية لاحقًا.

 

بداية بطموحات كبيرة

تشابي ألونسو لم يخفِ حماسه الكبير لهذا التحدي الجديد، حيث أكد:"أستلم المسؤولية وأحمل الإرث بكل فخر وشرف، وسعيد جداً لأن أكون في المكان الذي حقق فيه كارلو نجاحات كبيرة".


وأضاف: "أتمنى أن أكون عند حسن الظن، وأن أقود النادي إلى الأماكن التي نتمنى جميعاً أن يصل إليها".

 

وينظر إلى ألونسو، الذي قدم موسمًا مذهلًا مع باير ليفركوزن وقاده للتتويج بلقب الدوري الألماني لأول مرة في تاريخه، على أنه أحد أبرز المدربين الصاعدين في أوروبا، وقدرته على الدمج بين الانضباط التكتيكي والابتكار جعلته مرشحًا مثاليًا لقيادة مشروع ريال مدريد القادم.

 

التحديات المقبلة

سيواجه ألونسو عدة تحديات في موسمه الأول، من أبرزها: الحفاظ على زخم الفريق الذي حقق دوري الأبطال والليغا تحت قيادة أنشيلوتي؛ تجديد دماء الفريق تدريجيًا من خلال المراهنة على الشباب، مثل جود بيلينغهام وأندريك، المنتظر انضمامه في الصيف؛ إدارة النجوم الكبار داخل غرفة الملابس وتحقيق الانسجام في ظل ضغوط التتويج الدائم.

 

كما أن الجمهور المدريدي يترقب أيضًا ما إذا كان ألونسو سيعتمد على أسلوب لعبه الذي ظهر مع ليفركوزن، والذي يتميز بالضغط العالي وسرعة التحول الهجومي، أم أنه سيعتمد على أسلوب أكثر توازنًا يناسب هوية ريال مدريد وتنوع عناصره.

 

بعودة تشابي ألونسو إلى ريال مدريد، لكن هذه المرة كقائد من على الخط الفني، يدخل النادي مرحلة جديدة مشحونة بالأمل والحماس والتحديات هو ليس مجرد نجم سابق عاد إلى بيته، بل مشروع مدرب شاب يراهن عليه مستقبل ريال مدريد، في محاولة للحفاظ على مجده وتوسيعه في الأعوام القادمة.