في خطوة مفاجئة ومثيرة في سوق الانتقالات الصيفية، أعلن نادي باير ليفركوزن الألماني رسميًا تعيين المدرب الهولندي إريك تين هاج مديرًا فنيًا للفريق الأول بعقد يمتد حتى 30 يونيو 2027، ليخلف الإسباني تشابي ألونسو الذي رحل لتولي تدريب ريال مدريد الإسباني. هذه الخطوة تعكس رغبة ليفركوزن في الحفاظ على الزخم الذي حققه تحت قيادة ألونسو، ومواصلة مسيرة النجاحات التي بدأت في السنوات الأخيرة.
إريك تين هاج مدربًا لباير ليفركوزن: بداية جديدة مع بطل البوندسليغا
لم يكن موسم 2024-2025 عاديًا بالنسبة لنادي باير ليفركوزن، فالنادي الألماني استطاع أن يحقق إنجازات تاريخية محليًا وقاريًا ولذلك، كان من الطبيعي أن يسعى للحفاظ على استقراره الفني من خلال تعيين مدرب يمتلك الخبرة، والقدرة على إدارة فريق مليء بالمواهب، ويعرف كيف يقود الفرق لتحقيق البطولات إريك تين هاج كان الاختيار المثالي لهذه المرحلة، خاصة مع ما يملكه من سجل تدريبي حافل، وتجربة ناجحة في تطوير اللاعبين وتحقيق البطولات.
من هو إريك تين هاج؟
إريك تين هاج هو مدرب هولندي يبلغ من العمر 54 عامًا، بدأ مسيرته التدريبية في الفئات السنية، وبرز اسمه بشكل كبير عندما تولى تدريب فريق أياكس أمستردام الهولندي، حيث استطاع أن يعيد الفريق إلى الواجهة الأوروبية بعد سنوات من الغياب. في الفترة ما بين 2017 و2022، قاد أياكس لتحقيق إنجازات مميزة، أبرزها الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2018-2019، في حملة تاريخية تم فيها إقصاء أندية كبيرة مثل ريال مدريد ويوفنتوس.
خلال مسيرته مع أياكس، أشرف تين هاج على 215 مباراة، حقق الفوز في 159 منها، وتعرض للهزيمة في 29 فقط، وهي أرقام تؤكد قدرته على إدارة الفريق بفعالية وتحقيق الانتصارات. كما فاز مع النادي بثلاثة ألقاب في الدوري الهولندي، ولقبين في كأس هولندا، ولقب في كأس السوبر الهولندي.
التجربة مع مانشستر يونايتد
في صيف 2022، انتقل تين هاج لتدريب مانشستر يونايتد، وسط آمال كبيرة من جماهير النادي الإنجليزي في أن يعيد الفريق إلى طريق البطولات بعد سنوات من التخبط.
ورغم البداية الجيدة له مع الشياطين الحمر، إلا أن النتائج بدأت تتراجع تدريجيًا، وانتهت فترته مع النادي في أكتوبر 2024 بعد سلسلة من العروض الضعيفة التي لم ترق لطموحات الإدارة والجماهير.
ورغم أن تجربته في مانشستر لم تنتهِ كما كان يتمنى، إلا أن الكثير من المتابعين يعتبرون أن تين هاج لم يكن هو السبب الوحيد في تراجع نتائج الفريق، وإنما كانت هناك عدة عوامل منها الإصابات، وتذبذب مستوى بعض اللاعبين، وعدم استقرار الإدارة الفنية للنادي.
تحدي جديد في ألمانيا
بانتقاله إلى باير ليفركوزن، يعود تين هاج إلى بيئة تشبه إلى حد كبير أياكس، من حيث فلسفة اللعب الهجومي، والاعتماد على اللاعبين الشباب، والتركيز على تطوير المواهب.
ليفركوزن يمتلك مشروعًا طويل الأمد، ويريد أن يستثمر في الاستقرار الفني، خاصة بعد النجاح الذي تحقق مع تشابي ألونسو، حيث حقق الفريق بطولة الدوري الألماني لأول مرة في تاريخه، ونافس على بطولات أوروبية.
الاستعانة بمدرب مثل تين هاج يعكس رغبة ليفركوزن في الاستمرار على نفس النهج الفني والتكتيكي، وتطوير الأداء الجماعي للفريق، مع التركيز على اللعب الجماعي والانضباط التكتيكي. كما أن خبرة تين هاج في التعامل مع الضغوط، وقدرته على إدارة غرفة الملابس، ستساعده في قيادة الفريق في المنافسات المحلية والقارية.
هل ينجح تين هاج في تكرار إنجازات ألونسو؟
السؤال الأهم الآن هو: هل ينجح تين هاج في السير على خطى تشابي ألونسو، أو حتى التفوق عليه؟ الواقع أن المقارنة بين المدربين قد تكون غير منصفة، نظرًا لاختلاف الظروف والمعطيات. لكن تين هاج يمتلك من الخبرة ما يؤهله لتحقيق النجاحات مع ليفركوزن، خاصة إذا ما حصل على الدعم الكامل من الإدارة والجماهير.
من الواضح أن إدارة ليفركوزن لا تريد التوقف عند إنجاز الدوري، بل تسعى لبناء فريق قادر على المنافسة في دوري أبطال أوروبا، وهنا ستكون المهمة الكبرى أمام المدرب الهولندي، حيث سيتعين عليه إثبات قدرته على مجاراة الفرق الكبرى، وتحقيق نتائج إيجابية على المستوى القاري.
تعيين إريك تين هاج مدربًا لباير ليفركوزن يمثل فصلًا جديدًا في قصة الفريق الطموح، الذي بات رقمًا صعبًا في الكرة الألمانية والأوروبية.
النجاح لن يأتي بسهولة، لكنه ممكن في ظل وجود منظومة تعمل بشكل احترافي، ومدرب يمتلك الرؤية والخبرة. الأيام القادمة ستكون كفيلة بالكشف عن مدى قدرة تين هاج على الاستمرار في المسار التصاعدي لليفركوزن، وتحقيق تطلعات جماهيره العريضة.