شهد ملعب فيليب شاترييه، يوم الأحد، واحدة من أكثر اللحظات عاطفية في تاريخ بطولة فرنسا المفتوحة للتنس، عندما تم تكريم الأسطورة الإسبانية رافائيل نادال، في احتفالية خاصة بمسيرته الحافلة التي رسّخت اسمه كأحد أعظم من مرّوا على ملاعب التنس.

 

رافائيل نادال يودع رولان غاروس بتكريم مؤثر: فيدرر، ديوكوفيتش، وموراي يشاركون في لحظة تاريخية

الجماهير امتلأت جنبات الملعب بقمصان كتب عليها "شكراً رافا"، فيما كشفت اللجنة المنظمة عن لوحة تذكارية دائمة في الملعب تخليداً لإنجازات نادال، وعلى رأسها فوزه بـ14 لقباً في رولان غاروس، وهو رقم قياسي تاريخي لم يقترب منه أي لاعب.

 

إضافة إلى المشجعين، شارك في التكريم أبرز خصوم نادال في مسيرته:

  • روجر فيدرر
  • نوفاك ديوكوفيتش
  • آندي موراي

وهو ما أضفى على الحفل طابعاً نادراً من التقدير والاعتراف بين كبار اللعبة.

 

نادال: "تفاجأت بالحضور... وتأثرت كثيراً"

خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب التكريم، قال نادال: "لم أكن أعلم أن روجر وآندي سيأتيان، لكنني تخيلت أنه قد يحدث مواعيد الناس معقدة أحيانًا، لكن وجودهم جعل هذا اليوم لا ينسى".

 

وأضاف:"نوفاك كان يشارك في البطولة، لذا كان من الأسهل عليه الحضور؛ أما روجر وآندي، فحضورهم يعني الكثير كنا أربعة من أعظم المنافسين، ودفعنا بعضنا البعض لأقصى الحدود".

 

رباعي غيّر معايير اللعبة

تحدث نادال عن طبيعة التنافس بينه وبين الثلاثي الآخر، مؤكدًا أن وجود أربعة لاعبين بهذا المستوى أبقى مستوى التحدي مرتفعًا دائمًا: "حين يكون التنافس بين اثنين فقط، قد يتراجع الحافز إذا غاب أحدهما بسبب الإصابة أو تراجع المستوى لكننا كنا أربعة، وكان أحدنا دائمًا في القمة هذا صنع التوازن، وأجبر كل منا على التطور باستمرار".

 

وتابع: "بسبب هذا التنافس، رفعنا من سقف أرقام التنس، وساعدنا الجيل القادم على أن يحلم بتجاوزها. وأنا متأكد أنهم سيفعلون".

 

الامتنان والبساطة.. عنوان مسيرته

رغم كل ما حققه، تحدث نادال بنبرة متواضعة عن مسيرته التي أوشكت على النهاية، مشيرًا إلى أنه لم يسعَ للشهرة أو الأرقام القياسية، بل كان فقط يسعى للتحسن كل يوم.

 

"لم أفكر يوماً أنني سأصبح أحد أفضل اللاعبين في التاريخ. كنت فقط أريد أن أتطور يومًا بعد يوم لم أعتبر نفسي لاعبًا استثنائيًا كنت دائماً أشك في نفسي ربما هذا ما ساعدني على بناء مسيرة ناجحة".

 

وأكد نادال أن شعوره بأنه قد يخسر لم يفارقه أبداً، حتى في ذروة نجاحاته: "في كل مرة دخلت الملعب، شعرت أنني قد أخسر. هذا الشعور لم يغادرني يوماً، وربما هو الذي جعلني أظل في القمة".

 

النهاية الرسمية في كأس ديفيز

أكد نادال أن نهاية مسيرته ستكون في نوفمبر المقبل بعد تمثيل إسبانيا في بطولة كأس ديفيز، ليضع بذلك الختام الرسمي لمسيرة استمرت قرابة عقدين من الزمن، شهدت خلالها الملاعب إنجازات لا تتكرر.


تكريم نادال لم يكن مجرد احتفال بلاعب فاز بالألقاب، بل كان اعترافًا بعظمة رياضي شكّل هوية جيل كامل من التنس، وفرض احترامه على الجميع، منافسين وجماهير على حد سواء.

 

رافائيل نادال، الذي بدأ مسيرته على الملاعب الترابية، اختار أن يودعها من حيث انطلق، وترك إرثًا سيبقى محفورًا في ذاكرة رولان غاروس… إلى الأبد.