أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر قرارًا عاجلًا يقضي بمنع رضا عبد العال، لاعب الأهلي والزمالك السابق والمحلل الكروي المعروف، من الظهور التلفزيوني، وذلك عقب مخالفته لما وصفته اللجنة بـ"الأكواد والمعايير الإعلامية" المعتمدة في تغطية الشأن الرياضي.
القرار صدر بعد اجتماع لجنة الشكاوى بالمجلس، بناءً على تقرير الرصد الصادر عن الإدارة العامة للمجلس، وبتوصية مباشرة من لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي، وهي الجهة المختصة بمتابعة التزام البرامج الرياضية بالضوابط المهنية.
وبحسب ما أعلنه المجلس، فإن القرار لم يأتِ منفردًا، بل تواكب مع إجراء اتخذته قناة TEN الفضائية، التي أعلنت عن إيقاف رضا عبد العال أسبوعًا كاملاً عن المشاركة في برنامج "البريمو"، الذي يظهر فيه بصفته محللًا دائمًا.
ورأت اللجنة أن خطوة قناة TEN تعكس "التزامًا بالتقييم الذاتي"، ورغبة في "تصحيح المسار الإعلامي"، ووجهت إدارة المجلس الشكر لإدارة القناة على سرعة الاستجابة والتعاون.
القرار المفاجئ جاء على خلفية مشادة كلامية حادة بين رضا عبد العال وثروت سويلم، عضو رابطة الأندية المصرية المحترفة، خلال إحدى حلقات البرنامج، والتي تناولت أزمة مباراة القمة الأخيرة بين الأهلي والزمالك في الدوري المصري الممتاز.
وكان الأهلي قد انسحب من مواجهة الزمالك في 11 مارس الماضي، اعتراضًا على عدم تعيين حكام أجانب للمباراة، مما أدى إلى اعتبار الأهلي خاسرًا بنتيجة 0-3 وخصم ثلاث نقاط من رصيده إلا أن العقوبة تم تخفيفها لاحقًا، مع التراجع عن خصم النقاط، مما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الكروية.
وتقدم الأهلي، والزمالك، وبيراميدز بشكاوى رسمية للجنة الاستئناف، التي أيدت قرارات الرابطة، مما دفع الزمالك وبيراميدز إلى اللجوء للمحكمة الرياضية الدولية.
وفي ظل هذا التوتر، تطورت الحلقة إلى مشادة ساخنة بين عبد العال وسويلم، شهدت عبارات واتهامات اعتبرتها اللجنة خرقًا واضحًا للضوابط المهنية.
لم يتوقف المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عند هذا الحد، بل قرر استدعاء القائمين على صفحتي الصحفيين إبراهيم مدكور وصبحي عبد السلام على "فيسبوك"، للحضور إلى مقر المجلس لجلسة استماع رسمية.
وذلك لمناقشة ما ورد بحقهما في تقارير الرصد من تجاوزات إعلامية ومخالفات لمعايير النشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي اعتبرها المجلس ضمن نطاق اختصاصه في ضبط الأداء الإعلامي الرقمي، وليس فقط التلفزيوني.
يأتي هذا القرار في سياق تصاعد التوتر داخل الوسط الرياضي والإعلامي في مصر، خاصة مع اشتداد المنافسة في الدوري، والجدل الدائر حول نزاهة التحكيم، وتدخلات بعض المحللين في ملفات حساسة دون التزام بالمعايير المهنية.
ويُعد رضا عبد العال من أكثر المحللين إثارة للجدل في مصر، بسبب أسلوبه الصريح وتعبيراته الحادة، وهو ما جعله ضيفًا دائمًا على برامج التحليل، لكنه في الوقت نفسه عرضه لانتقادات مستمرة من بعض المتابعين والمؤسسات الرقابية.
قرار المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بإيقاف رضا عبد العال يسلط الضوء مجددًا على التوتر بين حرية الرأي في البرامج الرياضية والانضباط المهني المطلوب في الإعلام، وبينما يرى البعض أن القرار خطوة ضرورية لضبط المشهد الإعلامي، يعتبره آخرون قيدًا على التعبير، خاصة في بيئة إعلامية تعتمد كثيرًا على الجدل والمواجهة لجذب الجمهور.