شهدت قرية تابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج حادثة مأساوية راح ضحيتها مصرع فتاة في مقتبل العمر، بعد أن شربت صبغة شعر بالخطأ ظنًا منها أنها عصير تمر هندي، ما أدى إلى إصابتها بحالة تسمم حاد انتهت بوفاتها في المستشفى.

 

مصرع ربة منزل بالخطأ بعد شربها صبغة شعر ظنتها عصير تمر هندي في حادثة مأساوية بصعيد مصر

ووفقًا لمصادر أمنية وطبية، فإن المتوفاة تُدعى سلوى. م. أ.، وتبلغ من العمر 21 عامًا، وهي ربة منزل متزوجة حديثًا وقد وصلت إلى المستشفى المركزي في البلينا في حالة إعياء شديدة وآلام مبرحة في المعدة، وسرعان ما تدهورت حالتها الصحية، لتموت بعد ساعات قليلة من دخولها المستشفى، متأثرةً بتسمم حاد جراء ابتلاع مادة كيميائية.

 

تفاصيل الواقعة

وبحسب التحريات الأولية التي أجرتها أجهزة الأمن تحت إشراف النيابة العامة، أفاد زوج الضحية ووالدتها بأن الفتاة عثرت على مغلف بلاستيكي داخل المنزل يحتوي على سائل قاتم اللون، فظنته عصير تمر هندي، وقامت بشربه دون أن تنتبه إلى أنه صبغة شعر تحتوي على مواد سامة مثل الأمونيا وبيروكسيد الهيدروجين.

 

وأكدت الأسرة أن الضحية لم تكن تعلم طبيعة المادة التي شربتها، ولم تكن هناك نية انتحار أو شبهة جنائية، مشيرين إلى أن ما حدث كان نتيجة سوء تفاهم مأساوي، حيث كانت الصبغة داخل عبوة غير مميزة أو مكتوب عليها تحذير واضح.

 

موقف الجهات الرسمية

فتحت النيابة العامة تحقيقًا فوريًا للوقوف على ملابسات الحادث، وتم استدعاء الزوج والأم لسماع أقوالهما، حيث تمسكا برواية الخطأ غير المقصود، ونفيا وجود أي نزاعات أو دوافع جنائية.

 

كما أمرت النيابة بتشريح جثة الضحية لمعرفة السبب الدقيق للوفاة، وتحديد نوع المادة التي تم تناولها، وما إذا كانت هناك فرصة لإنقاذها حال وصولها إلى المستشفى في وقت مبكر.

 

الحادثة أعادت فتح النقاش حول خطورة تخزين المواد الكيميائية داخل المنازل في عبوات غير مخصصة أو غير مُعلمة بشكل واضح، ما يعرض الأطفال والبالغين على حد سواء لخطر التسمم العرضي.

 

ويؤكد الأطباء أن صبغات الشعر تحتوي على مركبات خطيرة جدًا في حال ابتلاعها، أبرزها:

  • بيروكسيد الهيدروجين: مادة مؤكسدة شديدة يمكن أن تسبب تلفًا في الجهاز الهضمي والتنفسي.
  • الأمونيا: من المواد القلوية الحارقة التي تؤدي إلى حروق داخلية ونزيف في المعدة.
  • البارافينلين داي أمين (PPD): مادة معروفة بسُميتها، قد تسبب اختناقًا وفشلًا كلويًا في حال تناولها بكمية كبيرة.

 

هل يمكن تفادي الوفاة في مثل هذه الحالات؟

أطباء السموم يشيرون إلى أن السرعة في التوجه للمستشفى بعد بلع مادة سامة هي العامل الأساسي للنجاة. وفي حالات صبغات الشعر، يُنصح بعدم التقيؤ بشكل تلقائي لأن المادة قد تحرق المريء مرتين، وبدلاً من ذلك يجب: التوجه فورًا إلى أقرب مركز سموم؛ اصطحاب العبوة أو معرفة المادة التي تم تناولها لتحديد العلاج المناسب؛ عدم تناول أي مشروبات أو أدوية دون توجيه طبي مباشر.


رحلت سلوى ضحية حادث عرضي مؤلم يعكس قلة الوعي بمخاطر المواد المنزلية، وغياب الإرشادات الواضحة على عبوات تحتوي مواد سامة وتدعو الجهات الصحية إلى توعية المواطنين بخطورة هذه المواد، والتأكيد على ضرورة تخزينها بعيدًا عن متناول الأفراد وفي عبوات واضحة ومميزة.