أثارت مزاعم وفاة شاب جزائري يُدعى أحمد الفاتح، وُصف بأنه "أول رجل عربي حامل"، جدلاً واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تداول أخبار غير مؤكدة تزعم وفاته إثر مضاعفات عملية قيصرية بعد ولادة طفلته "مايا" لكن الحقيقة أن لا جهة رسمية أو طبية أكدت تلك المعلومات حتى اللحظة، وسط شكوك كبيرة حول مصداقية القصة بأكملها.
حقيقة وفاة "أول رجل عربي حامل".. شائعات بلا دليل علمي أو طبي
انتشرت القصة لأول مرة عبر فيديوهات ومنشورات على منصات فيسبوك وتيك توك ويوتيوب، تزعم أن الشاب الجزائري، واسمه الكامل "أحمد بلعيد الفاتح"، خضع لعملية تحول جنسي قبل سنوات، ويعيش حاليًا في إحدى الدول الأوروبية بعد زواجه من رجل أعمال عربي في 2023.
وتداول النشطاء صورًا ومقاطع تُظهر شخصًا ذا مظهر ذكوري وبطن منتفخة، في ما قيل إنه توثيق شهري لفترة حمله التي استمرت 9 أشهر، قبل أن يُعلن أنه أنجب طفلة تدعى "مايا" عبر عملية قيصرية، ليُقال لاحقًا إنه توفي بسبب مضاعفات الولادة.
مصادر جزائرية تنفي القصة بالكامل
في المقابل، نفت وسائل إعلام جزائرية موثوقة معرفتها بالشخص المذكور، مشيرة إلى أن اسمه لم يظهر في أي سجل رسمي أو فني داخل الجزائر، كما لم يتم توثيق نشاطه من قبل أي وسيلة إعلامية محلية.
كما أن أي جهة طبية في الجزائر لم تُصدر بيانًا يؤكد أو ينفي صحة الرواية المتداولة، ما يزيد من الغموض حول هوية الشخص ومدى صحة المزاعم المرتبطة به.
رأي الأطباء والمختصين
من الناحية العلمية، يؤكد الأطباء والمتخصصون أن الرجال البيولوجيين لا يمكنهم الحمل والولادة، لغياب الرحم وبقية الجهاز التناسلي الأنثوي اللازم لهذه الوظائف وحتى في حالات الأشخاص المتحولين جنسيًا من أنثى إلى ذكر، فإن الحمل لا يحدث إلا إذا احتفظ الشخص بالرحم والمبيضين وتوقف عن تناول العلاجات الهرمونية الذكرية.
وبحسب المصادر الطبية، لا يوجد دليل علمي واحد يؤكد خضوع أحمد الفاتح لعملية تحول من أنثى إلى ذكر، أو أنه احتفظ بالأعضاء التناسلية الأنثوية التي تمكنه من الحمل.
شائعات الوفاة: لا جهة رسمية تؤكد
تداولت بعض الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل خلال الأيام الماضية أنباءً غير مؤكدة عن وفاة الفاتح نتيجة مضاعفات صحية عقب "الولادة"، لكن لم تُصدر أي جهة رسمية، سواء في الجزائر أو الدولة الأوروبية التي يُقال إنه يقيم بها، بيانًا يؤكد أو ينفي الوفاة.
الأمر الذي دفع العديد من المتابعين والمواقع الإخبارية إلى اعتبار القصة مجرد خدعة إعلامية أو فبركة رقمية تم إعدادها باحترافية لأغراض إثارة الجدل أو جذب التفاعل على السوشيال ميديا.
قصة "أول رجل عربي حامل" تُعد حتى الآن شائعة إلكترونية خالية من التوثيق، وتعتمد على مقاطع مصورة وتفاصيل درامية بلا مصادر رسمية أو طبية تدعمها وفي ظل غياب المعلومات المؤكدة، تبقى القصة في خانة المحتوى المضلل الذي يجد في منصات التواصل بيئة خصبة للانتشار دون رقابة حقيقية.
وينصح الخبراء بضرورة عدم الانسياق وراء مثل هذه الأخبار المثيرة دون التحقق من مصادرها الرسمية والطبية، خاصة حين يتعلق الأمر بموضوعات ذات حساسية علمية ومجتمعية مثل قضايا التحول الجنسي والهوية البيولوجية.