في وداع مؤلم هزّ الوسط الفني في الهند، أعلن مساء الجمعة عن وفاة الممثل وعارض الأزياء السابق موكول ديف عن عمر ناهز 54 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، لتطوى بذلك صفحة أحد أبرز الوجوه التي طبعت السينما الهندية خلال العقود الثلاثة الماضية.
رحيل الممثل الهندي موكول ديف عن 54 عامًا بعد صراع مع المرض
ورحل ديف في العاصمة الهندية بعد معاناة صحية شديدة، تاركًا وراءه إرثًا من الأعمال الفنية التي حفرت اسمه في ذاكرة الجمهور، حيث عرف بوسامته اللافتة وحضوره القوي على الشاشة، وشارك في مجموعة من أشهر أفلام بوليوود وسينما الجنوب والبنجاب.
من الطيران إلى التمثيل
ولد موكول ديف في نيودلهي عام 1970، وبدأ حياته المهنية بعيدًا عن التمثيل، حيث درس الطيران في معهد أنديرا غاندي للطيران في رايباريلي، وعمل كطيار لفترة وجيزة، قبل أن يقرر تغيير مساره بالكامل نحو التمثيل.
انطلق مشواره الفني في عام 1996 عبر مسلسل "Mumkin"، ليخوض بعد ذلك أولى تجاربه السينمائية في فيلم "Dastak" إلى جانب سوشميتا سين، وهو الفيلم الذي شكّل انطلاقته الحقيقية في عالم السينما.
محطات بارزة في بوليوود
قدم ديف أدوارًا متنوعة ومؤثرة في عدد من الأعمال السينمائية، من بينها: Son of Sardaar؛ R… Rajkumar؛ Jai Ho؛ Adhurs (في سينما التيلوجو),
ورغم أنه لم يُصنّف ضمن الصف الأول من نجوم بوليوود، إلا أن ديف كان يتمتع بشعبية جماهيرية واسعة واحترام كبير من الوسط الفني، لما عُرف عنه من التزام وانضباط مهني.
سنوات صعبة وحياة شخصية مضطربة
لم تكن السنوات الأخيرة من حياة موكول ديف سهلة. فقد عانى من ظروف صحية متدهورة، إلى جانب عزلة اجتماعية متزايدة عقب وفاة والديه، وانفصاله عن زوجته شيلبا ديف، التي غادرت إلى مدينة أخرى برفقة ابنتهما سيا.
وفي تغريدة نشرتها شبكة "Times Now"، أشير إلى أن ديف كان متواجدًا في إسكتلندا مؤخرًا لتصوير جزء جديد من Son of Sardaar، وقد بدت عليه علامات التعب وزيادة الوزن بشكل ملحوظ.
رسائل وداع من زملائه
سارع عدد من نجوم بوليوود وسينما الجنوب إلى نعي الراحل. وكتب الفنان فيندو دارا سينغ: "خسارة لا تعوّض.. موكول كان يعمل على سيناريو جديد بكل حماسة قبل أن يخذله الجسد".
أما النجم جونيور NTR فدوّن عبر منصة "إكس" رسالة وداع مؤثرة، استذكر فيها مشاركتهما معًا في فيلم Adhurs، مشيدًا بـ"حرفية موكول والتزامه الصادق بالمهنة".
ظهور أخير وتعليق غامض
كان آخر ظهور لموكول ديف على إنستغرام في فبراير الماضي، عندما شارك مقطع فيديو من داخل قمرة قيادة طائرة، وأرفقه بتعليق لافت وغامض:
"إذا انفجر رأسك أيضًا بأفكارٍ مظلمة... سأراك على الجانب المظلم من القمر."
تعليق قرأه كثيرون اليوم كرسالة وداع مبطنة، لم تُفهم مغزاها الكامل إلا بعد رحيله.
برحيل موكول ديف، تخسر السينما الهندية صوتًا هادئًا لكنه حاضرٌ في ذاكرة جمهوره. لم يكن نجمًا استعراضيًا، لكنه كان فنانًا صادقًا، سلك درب الفن من باب الشغف، ورحل بصمت؛ كما عاش.