في زمن لم تعد فيه تمريرات اللاعبين على أرضية الملعب وحدها تصنع العناوين، تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة موازية، حيث تقاس المؤشرات وتقرأ المواقف، وأحيانًا تفكك العلاقات أحدث هذه الظواهر جاء من برشلونة، حيث أثار اللاعب الصاعد لامين يامال جدلًا واسعًا بعد أن ألغى متابعته للنجم ليونيل ميسي على إنستغرام، في خطوة رصدتها صحيفة سبورت وفتحت باب التحليل على مصراعيه.

 

فرغم أن الأمر قد يبدو عابرًا، إلا أن السياق، وحجم الرمزية، وعوامل الشهرة، حولت هذه الإيماءة الرقمية الصغيرة إلى قضية نفسية تسويقية رمزية ذات أبعاد متعددة.

 

في عالم الكرة، لا شيء يحدث صدفة  وتحت هذا العنوان، تذهب تحليلات عدة إلى أن قرار يامال قد يكون انعكاسًا لشعور بالخذلان أو التجاهل فاللاعب الشاب، الذي تتناقل الأوساط الإعلامية تشبيهه الدائم بميسي، ربما كان ينتظر لفتة شخصية من الأسطورة، لا مجرد تهنئة جماعية أو إعجاب عام.

 

ومع تكرار المقارنات في الصحافة، قد يكون غياب اهتمام شخصي من ميسي قد طُرح في عقل يامال كتجاهل، في زمن باتت فيه "المتابعة" أو حتى "إعجاب" على منشور تُقرأ كمؤشر على الاحترام أو العلاقات القريبة.

 

من زاوية أخرى، لا يمكن تجاهل عنصر البراغماتية التسويقية. فشركات الملابس والمعدات الرياضية تدير صور نجومها مثلما تُدار الحملات السياسية، وكل تفصيلة تحسب بدقة.

 

ميسي، كما هو معروف، وجه عالمي لشركة أديداس، في حين أن لامين يامال، بحسب تسريبات إعلامية، في طريقه لتوقيع عقد رعاية ضخم مع نايكي وضمن هذه الحرب التجارية التي تدار خلف الستار، قد يكون إلغاء متابعة أحد رموز الخصم التجاري بمثابة إجراء تنظيمي ضمن بنود عقد الرعاية، لا تعبيرًا عن موقف شخصي.

 

 

بعض المتابعين يتجهون إلى نظرية المؤامرة الإيجابية: ماذا لو كان هذا الإلغاء مقدمة لحملة إعلانية مفاجئة تجمع اللاعبين؟ الفكرة قد تبدو خيالية، لكنها ليست مستبعدة في عصر تستخدم فيه منصات التواصل لإثارة الغموض، وبناء زخم حول إعلانات ضخمة، وخلق تفاعل يسبق المنتج.

 

وبالتالي، قد يكون هذا المشهد برمته سيناريو تمهيدي لتعاون غير متوقع، أو على الأقل وسيلة للفت الأنظار قبل الكشف عن مشروع مشترك أو رسالة معينة.

 

بعيدًا عن التحليلات التسويقية والنظريات، لا بد من التذكير بأن لامين يامال هو شاب في السابعة عشرة من عمره، ينشأ في بيئة مشبعة بالضغوط، التوقعات، المقارنات، والظهور الإعلامي المكثف وربما لا يكون إلغاء المتابعة سوى رد فعل بشري بسيط، يعكس حالة لحظية من الانزعاج أو الخيبة، دون أن يكون وراءها حسابات عميقة.