تبدو العلاقة بين النادي الأهلي السعودي ومدربه الألماني ماتياس يايسله على مشارف نقطة تحول حاسمة، على الرغم من الإنجاز القاري الأخير المتمثل في التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، إلا أن المعطيات الحالية داخل أروقة النادي تشير إلى أن خيار إقالة المدرب بات مطروحا بقوة على طاولة الإدارة، وسط تزايد الشكوك حول قدرته على تلبية طموحات "الراقي" في المنافسات المحلية.

 

هل اقتربت نهاية العلاقة بين الأهلي السعودي ومدربه ماتياس يايسله؟

 

1. الإخفاق في تحقيق الحلم المحلي للموسم الثاني

رغم الآمال الكبيرة المعقودة على يايسله، إلا أن الفشل في المنافسة على لقب الدوري السعودي للمحترفين للسنة الثانية على التوالي يعد ضربة موجعة للمدرب ولطموحات الجماهير الأهلاوية كانت إدارة الأهلي، بعد احتلال الفريق المركز الثالث في الموسم الأول تحت قيادته، تأمل في أن يكون هذا الموسم انطلاقة قوية نحو اللقب، لكن الواقع جاء مغايرا مع ابتعاد الفريق عن الصدارة مبكرا وفشله حتى في حجز مقعد في بطولة السوبر المقبلة، وتزداد الحسرة مع نجاح الغريم التقليدي نادي الاتحاد في التتويج، مما يضاعف الضغوط على يايسله ويضع مستقبله في مهب الريح.

 

2. مطالب مستمرة بالتدعيم.. أم تهرب من المسؤولية؟

من أبرز النقاط التي أثارت استياء الإدارة مؤخرا، تكرار حديث يايسله عن ضرورة التعاقد مع لاعبين جدد، هذا الإصرار المستمر، سواء في المؤتمرات الصحفية أو خلال الاجتماعات الداخلية، يعطي انطباعا بعدم ثقته الكاملة في التشكيلة الحالية، رغم وجود أسماء كبيرة تم التعاقد معها بالفعل، ترى الإدارة أن المدرب مطالب بتطوير الأداء الجماعي والفردي للعناصر المتاحة بدلا من تعليق النتائج على شماعة الصفقات، ما يثير تساؤلات حول قدرته الحقيقية على صناعة الفارق.

 

3. تصاعد الشعبية.. سلاح ذو حدين

نال يايسله شعبية متزايدة بين شريحة من جماهير الأهلي التي رأت فيه مدربا شابا بطموحات مستقبلية، ومع ذلك، فإن هذه "النجومية" قد تتحول إلى عنصر ضغط داخلي، خصوصا إذا بدأت بعض الأصوات في التأثير على وحدة القرار داخل النادي، في أندية بحجم الأهلي حيث تتداخل المصالح وتتعدد الجهات المؤثرة، قد تفهم هذه الكاريزما المتنامية كتهديد محتمل لبعض مراكز القوى.

 

4. الطموح الإداري لاسم تدريبي عالمي

في ظل التنافس الكبير داخل الدوري السعودي، لا سيما مع تعاقد الأندية الكبرى مع مدربين عالميين، قد ترى إدارة الأهلي أن المرحلة الحالية تتطلب مدربا أكثر خبرة وتأثيرا على المستوى الدولي، ورغم احترامها لمسيرة يايسله، إلا أن السعي وراء اسم أكثر بريقا قد يعزز من صورة النادي عالميا، بما يتماشى مع استراتيجية التوسع الطموحة للكرة السعودية.

 

5. شبح العودة إلى أوروبا يقلق الإدارة

ما يزيد الأمور تعقيدا هو الحديث المتكرر عن رغبة يايسله في العودة إلى القارة الأوروبية، سواء عبر تسريبات إعلامية أو مؤشرات غير مباشرة، ورغم أن الطموح مشروع لأي مدرب شاب، إلا أن هذا التوجه قد يخلق حالة من القلق داخل الإدارة، التي لا ترغب في خوض مغامرة جديدة مع مدرب قد يرحل فجأة في منتصف الموسم، وبالتالي يبدو أن خيار إقالة ماتياس يايسله واستقدام بديل أكثر استقرارا أصبح مطروحا بجدية.