يواصل نادي برشلونة الإسباني خطواته نحو تدعيم صفوفه بالمواهب الشابة في إطار مشروعه الرياضي الهادف لبناء فريق قوي للمستقبل حيث وجه أنظاره مؤخراً نحو اللاعب المغربي عبد الله وزان الذي تألق بشكل لافت في بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 17 عاماً وأصبح محط أنظار كبار القارة الأوروبية.

 

وتولي إدارة برشلونة اهتماماً متزايداً بملف التعاقد مع المواهب الصاعدة التي يمكن أن تشكل قاعدة صلبة للمستقبل خاصة في ظل الظروف المالية التي تفرض على النادي التفكير الاستراتيجي والاعتماد على مدرسة "لا ماسيا" وإعادة إحياء فلسفة النادي التي ترتكز على تطوير اللاعبين داخلياً أو ضم نجوم في سن مبكرة قبل أن تشتعل قيمتهم السوقية.

 

برز عبد الله وزان كلاعب وسط يتمتع بقدرات فنية كبيرة وذكاء تكتيكي عالٍ جعل منه أحد أفضل اللاعبين في فئته العمرية حيث ينشط حالياً في فرق الناشئين والشباب بنادي أياكس أمستردام الهولندي الذي يعد بدوره من أبرز الأندية التي تهتم بتكوين اللاعبين وصقلهم فنياً ويملك وزان الجنسيتين المغربية والهولندية ما يمنحه مرونة أكبر في خيارات اللعب الدولي مستقبلاً.

 

وأشارت صحيفة "سبورت" الإسبانية إلى أن كشافي برشلونة رصدوا اللاعب خلال مشاركته في البطولة القارية ودوّنوا تقارير إيجابية بشأن أدائه وقدرته على التطور بشكل سريع ما دفع الإدارة الرياضية بالنادي إلى التفكير جدياً في التحرك لحسم الصفقة قبل أن ترتفع أسهمه أكثر خلال بطولة كأس العالم تحت 17 عاماً التي ستقام في تشيلي خلال الأشهر المقبلة.

 

ولا تبدو مهمة برشلونة سهلة في ظل دخول عدد من الأندية الكبرى على خط المفاوضات من بينها باريس سان جيرمان الفرنسي وريال مدريد الإسباني وهما ناديان يملكان قوة مالية قد تعقد مهمة النادي الكتالوني في ضم وزان رغم رغبة اللاعب المبدئية في خوض تجربة جديدة تسمح له بالاقتراب من اللعب على أعلى المستويات.

 

ويأتي هذا الاهتمام ضمن استراتيجية برشلونة التي بدأت تؤتي ثمارها هذا الموسم من خلال تألق عدد من اللاعبين الشبان مثل لامين يامال الذي أذهل الجماهير بموهبته الفذة وهو من أصول مغربية أيضاً إلى جانب بيدري وباو كوبارسي وبابلو غافي الذين أصبحوا من الركائز الأساسية للفريق الأول.

 

يرى برشلونة في عبد الله وزان مشروع لاعب وسط عصري يجمع بين القوة البدنية والدقة في التمرير والقدرة على قراءة الملعب وهي صفات يحتاجها الفريق لتعزيز خط الوسط في ظل تقدم بعض اللاعبين في السن والإصابات المتكررة التي أثرت على توازن الفريق في بعض فترات الموسم.

 

التحرك نحو ضم وزان يعكس إيمان برشلونة بأهمية التخطيط طويل الأمد وتوسيع قاعدة المواهب داخل الفريق الأول حيث لم يعد النادي يعتمد فقط على التعاقدات الكبرى بل بات يستثمر بشكل أعمق في اللاعبين الشبان الذين يمكن أن يتحولوا إلى نجوم عالميين تحت إشراف فني مناسب وضمن بيئة كروية خصبة مثل تلك التي يوفرها "كامب نو".