أبدى روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، استعداده للرحيل عن منصبه في حال قرر مجلس إدارة النادي استبداله، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لا يزال يشعر بأنه الرجل المناسب لقيادة الفريق، رغم الخسارة المؤلمة أمام توتنهام هوتسبير في نهائي الدوري الأوروبي.

 

وخسر مانشستر يونايتد بهدف دون رد سجله برينان جونسون في الشوط الأول، ليضمن توتنهام مقعدًا في دوري أبطال أوروبا، بينما خرج "الشياطين الحمر" من السباق القاري تمامًا، ليختتم موسمًا مخيبًا للآمال قبع فيه الفريق في المركز السادس عشر بالدوري الإنجليزي الممتاز، قبل جولة واحدة فقط من نهاية الموسم.

 

وفي حديثه للصحفيين بعد اللقاء، قال أموريم: "في هذا الوقت، لا أستطيع الدفاع عن نفسي. هذا ليس أسلوبي، ولا يمكنني تقديم تبريرات.

 

لا أملك شيئًا أقوله للجماهير لأقنعهم بأن الأمور ستتحسن. أحاول فقط أن أتمسك ببعض الإيمان والثقة".

 

وأضاف: "أتفهم تمامًا أن القرار الآن بيد الإدارة والجماهير. إذا شعروا بأنني لم أعد الرجل المناسب، سأرحل دون المطالبة بأي تعويض. لن أكون عبئًا على النادي".

 

غياب مانشستر يونايتد عن دوري الأبطال يأتي بتكلفة باهظة، إذ قدر جيم راتكليف، الشريك في ملكية النادي، خسائر الفريق المالية جراء عدم التأهل بما يتراوح بين 80 و100 مليون جنيه إسترليني من عائدات البث والمباريات والإيرادات التجارية.

 

وتعليقًا على هذه الخسارة الاقتصادية، قال أموريم: "أدرك تمامًا أن الغياب عن دوري الأبطال أمر صعب لنادي بحجم مانشستر يونايتد، لكن علينا أن نعيد ترتيب أوراقنا ونتعامل مع الوضع بخطة مختلفة".

 

وتابع: "سيكون لدينا المزيد من الوقت للتركيز على الدوري الإنجليزي الممتاز، والعمل بشكل أعمق على تحسين الأداء، نعم، الأمر سيكون صعبًا، لكني لن أستسلم".

 

أموريم الذي تولى قيادة مانشستر يونايتد في نوفمبر الماضي، خلفًا للهولندي إريك تن هاغ، وقع على عقد يمتد حتى 2027، مع خيار التمديد لعام إضافي.

 

وكان التعاقد معه يعكس طموح النادي في العودة إلى الطريق الصحيح بعد سنوات من التخبط منذ رحيل المدرب الأسطوري أليكس فيرغسون.

 

واستطاع المدرب البرتغالي أن يترك بصمة واضحة خلال تجربته السابقة مع سبورتينغ لشبونة، حيث أعاد الفريق إلى الواجهة المحلية والأوروبية خلال فترة قضاها استمرت أربع سنوات ونصف.

 

ذلك النجاح شجّع إدارة يونايتد على منحه الثقة، في محاولة لاستعادة أمجاد الماضي.

 

لكن مهمة أموريم لم تكن سهلة، إذ تسلم الفريق في وضع فني ومعنوي صعب، ومع تراجع النتائج، ازداد الضغط عليه وعلى اللاعبين، خصوصًا مع غضب الجماهير المتصاعد.

 

واختتم أموريم حديثه بتأكيد استمراره في القتال: "أعلم أن ضغط الجماهير سيكون أقل الموسم المقبل، لكني أعد الجميع أنني سأواصل العمل بكل قوة، لن أرحل من تلقاء نفسي، ولن أختبئ خلف الأعذار. أثق بنفسي وبمشروعي".

 

وبينما تترقب الجماهير قرار الإدارة بشأن مستقبله، يبقى واضحًا أن أموريم مستعد لتحمل المسؤولية حتى النهاية، سواء بالبقاء أو الرحيل، دون أن يشكل عبئًا على ناديه الجديد.