في خطوة تعكس استثنائية مسيرته والتزامه الصارم، كشف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب النصر السعودي، عن نيّته مواصلة مشواره في ملاعب كرة القدم حتى بلوغ سن الخمسين، مستندًا إلى نتائج اختبارات طبية دقيقة خضع لها مؤخرًا، وأثبتت أن حالته الجسدية تعادل شابًا في أواخر العشرينات.

 

وبحسب ما أوردته صحيفة "صن" البريطانية، خضع رونالدو لفحوصات مكثفة لقياس مؤشرات اللياقة والصحة البيولوجية، أظهرت أن عمره البيولوجي يبلغ 28.9 عامًا فقط، في حين يبلغ عمره الحقيقي 40 عامًا، وهو ما وصفه النجم البرتغالي بالمفاجأة السارة التي تمنحه دفعة قوية للاستمرار في الملاعب.

 

وقال رونالدو تعليقًا على النتائج: "28.9! لا أصدق أنها جيدة لهذه الدرجة. هذا يعني أنني قادر على مواصلة اللعب لعشر سنوات أخرى"

 

مسيرة لا تعرف الانطفاء


وبهذا التصريح، يكون كريستيانو قد فتح الباب أمام سيناريو غير مسبوق في عالم كرة القدم، حيث إن استمراره حتى سن الخمسين سيجعله أطول لاعب في التاريخ الحديث يحافظ على مستواه الاحترافي بهذا الشكل.

 

رونالدو الذي خاض أكثر من 1000 مباراة رسمية، وسجّل 792 هدفًا خلال مسيرته، لم يُظهر أي تراجع لافت في الأداء، بل ظل عنصرًا حاسمًا سواء في النصر السعودي أو في صفوف منتخب البرتغال، الذي لا يزال يعتمد عليه ضمن تشكيلته الأساسية.

 

حضور دولي مستمر


وفي السياق نفسه، أعلن المدرب روبيرتو مارتينيز عن قائمة البرتغال لمواجهة ألمانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، والتي شهدت استمرار حضور رونالدو على رأس خط الهجوم، ليؤكد مكانته كأحد أعمدة المنتخب، رغم الجيل الجديد من النجوم المتألقين.

 

ويترقب عشاق كرة القدم مواجهة قوية أمام ألمانيا، على أن يلتقي الفائز من اللقاء مع الفائز من مواجهة فرنسا وإسبانيا في النهائي، في ظل سعي البرتغال لاستعادة اللقب القاري.

 

تصريحات رونالدو الأخيرة تعكس حجم الالتزام والتفاني الذي يتمتع به، حيث شكل لسنوات طويلة نموذجًا فريدًا في عالم الاحتراف الرياضي، يجمع بين الانضباط البدني والذهني، والإصرار على تحطيم الأرقام والحدود المفروضة على الرياضيين مع تقدم العمر.

 

وفي الوقت الذي يختار فيه كثير من اللاعبين الاعتزال في نهاية الثلاثينات، يواصل كريستيانو إعادة تعريف الممكن في عالم الرياضة، مُمهدًا الطريق لأجيال جديدة تتطلع لتحطيم الصور النمطية والاعتماد على العمل والاحتراف كأساس للاستمرارية.