في واقعة صادمة أثارت حالة من الجدل والغضب داخل الأوساط التعليمية والمجتمعية، شهدت محافظة الجيزة حادث اعتداء مؤسف، حيث أقدم طالب على طعن زميله بسلاح أبيض داخل إحدى المؤسسات التعليمية، مما أسفر عن إصابته بجرح قطعي في الوجه، استدعى تدخل الجهات الأمنية وفتح تحقيق موسع من قبل النيابة العامة.
تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي مديرية أمن الجيزة بلاغًا من غرفة عمليات النجدة يفيد بوصول طالب إلى المستشفى مصابًا بجرح قطعي عميق في الوجه، نتيجة اعتداء باستخدام سلاح أبيض، وذلك عقب نشوب مشاجرة داخل مؤسسة تعليمية بمنطقة الجيزة.
وعلى الفور، انتقلت قوة أمنية من مباحث القسم إلى مكان الواقعة، وبإجراء المعاينة الأولية وسماع أقوال المجني عليه والشهود، تبين أن مشادة كلامية نشبت بين الطالبين بسبب خلافات شخصية سابقة، تطورت سريعًا إلى مشاجرة حادة، أقدم خلالها المتهم على إخراج سلاح أبيض (مطواة) كان بحوزته، وطعن به زميله.
تحرك أمني سريع وضبط المتهم
عقب تقنين الإجراءات القانونية واستصدار إذن من النيابة، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط الطالب المتهم في وقت قياسي، كما تم العثور بحوزته على الأداة المستخدمة في الاعتداء، والتي تم التحفظ عليها كدليل مادي في التحقيقات.
تم اقتياد المتهم إلى ديوان القسم، حيث جرت مواجهته بالاتهامات الموجهة إليه وبحسب مصادر أمنية، فقد أقر الطالب بارتكابه الواقعة، مرجعًا السبب إلى "مشادات متكررة وخلافات شخصية قديمة" بينه وبين زميله المجني عليه، تطورت في لحظة غضب إلى استخدام العنف.
عرض المجني عليه على الطب الشرعي
من جانبها، باشرت النيابة العامة التحقيقات فور تلقيها المحضر المحرر بالواقعة، وأمرت بحجز المتهم لمدة 24 ساعة على ذمة التحريات الأولية، كما كلفت المباحث بسرعة إعداد تحريات نهائية ووافية حول ملابسات الواقعة وأسباب تطورها إلى عنف بهذا الشكل.
كما أمرت النيابة بعرض المجني عليه على الطب الشرعي لإجراء الكشف الطبي اللازم، وتحديد طبيعة الإصابة بدقة، وبيان مدى تأثيرها الجسدي والنفسي، وما إذا كانت ستخلف عجزًا دائمًا أو مؤقتًا، خاصة أن الجرح القطعي كان في الوجه، ما قد يتسبب في تشوه أو أثر دائم.
أثارت الواقعة حالة من القلق بين أولياء الأمور والمهتمين بالشأن التعليمي، وطرحت مجددًا تساؤلات ملحة حول أسباب تصاعد معدلات العنف بين الطلاب في المؤسسات التعليمية، ودور المدرسة والأسرة في غرس ثقافة الحوار وضبط النفس والتعامل مع الخلافات بطريقة حضارية.
وطالب عدد من الخبراء بضرورة تعزيز الرقابة داخل المدارس والمعاهد، وتكثيف الدور التربوي للمشرفين والمعلمين، بالإضافة إلى عقد برامج توعوية للطلاب عن خطورة العنف وحيازة الأدوات الحادة داخل البيئة التعليمية.
كما نادى آخرون بضرورة تفعيل دور الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين داخل المدارس للكشف المبكر عن أي مظاهر للعدوان أو السلوكيات العنيفة لدى بعض الطلاب، والعمل على احتوائهم نفسيًا وتربويًا قبل أن تتحول الخلافات اليومية إلى جرائم مؤلمة تهدد مستقبل الأبرياء.
إجراءات قانونية رادعة
وفقًا للقانون المصري، فإن حيازة سلاح أبيض داخل منشأة تعليمية، والاعتداء به على الغير، يعد جريمة مشددة تستوجب توقيع العقوبات المنصوص عليها في قانون العقوبات وقانون حيازة الأسلحة. ويتوقع أن توجه النيابة للمتهم تهمًا تتعلق بـ:
الشروع في القتل أو إحداث عاهة مستديمة.
حيازة سلاح أبيض دون تصريح.
الإخلال بأمن وسلامة منشأة تعليمية.