زفّ خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، أنباء سارة لجماهير النادي الكتالوني بشأن الوضع المالي للنادي، في وقت تنتظر فيه الجماهير بفارغ الصبر العودة إلى ملعب الفريق الأسطوري "سبوتيفاي كامب نو" في الموسم المقبل.

 

وفي مقابلة أجراها مؤخرًا ضمن برنامج "Onze" على قناة TV3 الكتالونية، كشف لابورتا عن توقعات مالية مبشرة لموسم 2024-2025، تؤكد أن النادي يسير على الطريق الصحيح نحو التعافي المالي وتحقيق استقرار اقتصادي طويل الأمد.

 

وأشار لابورتا إلى أن برشلونة من المتوقع أن يغلق السنة المالية الحالية بإيرادات تصل إلى 950 مليون يورو، مع إدراج ميزانية للموسم الجديد تفوق المليار يورو، وهي قفزة كبيرة مقارنة بالميزانية التي تمت المصادقة عليها في الجمعية العمومية العادية للنادي قبل ثمانية أشهر والتي بلغت حينها 893 مليون يورو فقط.

 

ورغم أن لابورتا لم يوضح بشكل مفصل مصادر الفارق الإضافي البالغ 57 مليون يورو، إلا أن التقارير الإعلامية الإسبانية، وعلى رأسها "موندو ديبورتيفو"، سلطت الضوء على عدة عوامل رئيسية ساهمت في ارتفاع الإيرادات.

 

أبرز هذه العوامل كان بيع حقوق استغلال 475 مقعدًا من مقاعد كبار الشخصيات (VIP) في ملعب "سبوتيفاي كامب نو" لشركتين استثماريتين، هما New Era Visionary Group وFortia Advisor Limited، مقابل مبلغ إجمالي يصل إلى 100 مليون يورو.

 

وقد حصل النادي بالفعل على 28 مليون يورو من الشركة الأولى، و30 مليونًا من الثانية، فيما يُتوقع أن يتم تسديد الدفعة المتبقية من New Era في سبتمبر المقبل.

 

ومع ذلك، فإن الشركة أعربت عن نيتها تقديم موعد السداد إلى ما قبل 30 يونيو، خصوصًا بعدما أوشكت على إتمام عملية تسويق المقاعد داخل الملعب الجديد، مما سيُعجّل بوصول المبالغ إلى خزائن النادي.

 

وإلى جانب العوائد التجارية، كان لتألق برشلونة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم دور كبير في تعزيز الإيرادات.

 

فرغم أن الميزانية كانت تتوقع وصول الفريق إلى ربع النهائي فقط، إلا أن البلوغرانا تخطى التوقعات ووصل إلى نصف النهائي، ما وفر للنادي عائدات إضافية من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) وصلت إلى 116.563 مليون يورو.

 

وتوزعت هذه العائدات بين 15 مليون يورو كمكافأة لتأهله إلى نصف النهائي، ونحو 7 ملايين يورو نتيجة حصد الفريق نقاطًا أكثر من المتوقع خلال دور المجموعات والأدوار الإقصائية.

 

كما استفاد النادي من مبيعات التذاكر لمباريات كبرى، مثل مواجهة إنتر ميلان، التي شهدت حضور أكثر من 50,000 مشجع، مما أضاف بين 25 و30 مليون يورو إضافية إلى خزينته مقارنة بالتقديرات الأولية.

 

ويُنتظر أن تستمر الطفرة الاقتصادية للنادي في الموسم المقبل، مع العودة الكاملة إلى ملعب "سبوتيفاي كامب نو"، وهو ما سيوفر عوائد تجارية وجماهيرية أضخم بكثير من تلك التي كان النادي يجنيها خلال فترات اللعب المؤقت في ملاعب بديلة.

 

كما يتوقع أن تبدأ مقصورات كبار الشخصيات (VIP Boxes) في العمل بشكل كامل بحلول يناير 2026، وهو ما سيعزز العوائد من هذه الفئة من التذاكر الفاخرة.

 

وإذا سارت الأمور حسب ما هو مخطط لها، فإن ميزانية برشلونة للموسم المقبل ستتجاوز حاجز المليار يورو، لتتفوق على الرقم القياسي الذي حققه النادي في موسم 2018-2019 قبل انتشار جائحة كورونا، عندما وصلت الإيرادات حينها إلى 990 مليون يورو.

 

وتُعد هذه الأرقام بمثابة انفراجة كبيرة بعد سنوات من الأزمات المالية التي عصفت بالنادي، والتي أثرت على تعاقداته وأجبرته في أوقات سابقة على خفض سقف الرواتب والتخلي عن عدد من نجومه.

 

ويبدو أن الإدارة الحالية بقيادة لابورتا قد بدأت تجني ثمار السياسات الاقتصادية الجديدة، التي ركزت على تعظيم الموارد، وتنويع مصادر الدخل، بالإضافة إلى تعزيز حضور الفريق في المسابقات الكبرى كوسيلة لتحفيز العوائد الرياضية والمالية معًا.

 

وفي ظل هذه المؤشرات، تتطلع جماهير برشلونة لموسم جديد يجمع بين الاستقرار المالي والنجاح الرياضي، خاصة مع طموحات الفريق للعودة إلى المنافسة بقوة على لقب دوري الأبطال واستعادة الهيمنة المحلية، مدعومًا بميزانية ضخمة وملعب بحلته الجديدة.