بكى المدرب الإسباني بيب جوارديولا بحرقة بعد استبدال نجمه البلجيكي كيفين دي بروين، في المباراة التي جمعت مانشستر سيتي وبورنموث وانتهت بثلاثة أهداف لهدف، ضمن الجولة قبل الأخيرة من الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث خاض دي بروين آخر لقاء له على ملعب "الاتحاد"، بعد إعلان رحيله المؤكد مع نهاية الموسم الحالي.

 

لم يفوت دي بروين الفرصة ليمنح الجماهير عرضًا أخيرًا من لمساته الساحرة، وشارك في فوز فريقه أداءً ونتيجة، وسط أجواء حماسية اختلط فيها الانتصار بالحزن، بعد رحلة طويلة من العطاء والبطولات. غوارديولا، الذي لطالما وصف دي بروين بـ"العبقري التكتيكي"، لم يتمالك نفسه وذرف الدموع علنًا لحظة توديع أحد أعظم لاعبي العصر الحديث.

 

منذ انضمامه إلى مانشستر سيتي عام 2015 قادمًا من فولفسبورغ، شارك دي بروين في أكثر من 350 مباراة، سجل خلالها أكثر من 70 هدفًا، وصنع أكثر من 130 هدفًا آخر، ليصبح الرافعة الأساسية لمشروع جوارديولا في النادي فاز مع السيتي بكل الألقاب المحلية الممكنة، وتُوج بلقب دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى مشاركته في بناء منظومة هجومية تعد من الأقوى في تاريخ الكرة الإنجليزية.

 

في نهاية اللقاء، وقف دي بروين في منتصف الملعب محاطًا بزملائه وجماهيره، وقال في رسالة مؤثرة عبر حسابه الرسمي: "لا أجد الكلمات لوصف مشاعري الليلة، لقد كانت سنوات مذهلة هنا، وكل لحظة في ملعب الاتحاد ستبقى في قلبي إلى الأبد... شكرًا لكم جميعًا على الحب والدعم".

 

في المؤتمر الصحفي بعد المباراة، عبر بيب عن ألمه: "وداع دي بروين ليس فقط خسارة للاعب لا يُعوّض داخل الملعب، بل فقدت صديقًا رائعًا خارج الملعب... هو من صنع الكثير مما نحن عليه اليوم".


رفعت جماهير السيتي لافتات كتب عليها "شكرًا كيفين"، وودعته بهتافات مدوية لم تهدأ حتى بعد مغادرته الملعب، ليغلق الستار على فصل خالد من تاريخ السيتيزينز، بطلُه صانع الألعاب الأسطوري، وصوته دموع المدرب الذي صنع معه المجد.

 

لم يعلن دي بروين حتى الآن عن مستقبله، لكن اسمه ارتبط بنادي نيوم السعودي بعرض مغري، كما تردد اسمه في أروقة نادي نابولي الإيطالي، بينما ينتظر عشاق الكرة العالمية لحظة الإعلان الرسمي عن وجهته التالية، لمعرفة إن كانت رحلته ستتواصل في أوروبا أم تنطلق في تجربة جديدة خارجها.