حسم مجلس إدارة النادي الأهلي المصري، برئاسة محمود الخطيب، موقفه النهائي من العرض الضخم الذي تلقاه نجم الفريق إمام عاشور خلال الأيام الماضية، للانتقال إلى أحد أندية الدوري السعودي للمحترفين، بداية من فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، وذلك عقب مشاركته المنتظرة في كأس العالم للأندية 2025.
وبحسب مصادر خاصة من داخل القلعة الحمراء، فإن إدارة الأهلي قررت رفض العرض المقدم لإمام عاشور، رغم قيمته المالية الكبيرة، والتي أفادت تقاريرإعلامية بأنها تفوق 6 ملايين دولار.
وأكدت قناة "أون تايم سبورتس" أن العرض يأتي من أحد الأندية البارزة في منطقة الخليج، ضمن محاولات الأندية السعودية لضم عناصر مؤثرة من القارة الإفريقية والدوريات العربية استعداداً للموسم المقبل.
إمام عاشور، الذي انضم للأهلي قادماً من ميتلاند الدنماركي في صيف 2023 بعقد يمتد حتى عام 2028، نجح في فرض نفسه بسرعة ضمن الركائز الأساسية للفريق، وأصبح من أبرز عناصر كولر في مختلف المسابقات.
وشارك اللاعب هذا الموسم في 36 مباراة بجميع البطولات، أحرز خلالها 17 هدفًا وصنع 9 أهداف، في أرقام تؤكد تأثيره الكبير على أداء الفريق، سواء في وسط الملعب أو في الأدوار الهجومية.
عاشور يتصدر حالياً قائمة هدافي الدوري المصري الممتاز، برصيد 12 هدفاً، بالتساوي مع أسامة فيصل، مهاجم البنك الأهلي، ما يعكس تطوره الهجومي وقدرته على تقديم إضافة كبيرة في الخط الأمامي، على الرغم من كونه لاعب وسط بالأساس.
الأداء القوي للاعب جعل منه هدفًا للعديد من الأندية العربية التي تسعى لتدعيم صفوفها بلاعبين يمتلكون القدرة على صناعة الفارق في المسابقات المحلية والقارية.
لكن إدارة الأهلي كانت واضحة في موقفها، حيث أكد مصدر داخل النادي في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن هناك أربعة لاعبين لن يُسمح لهم بالرحيل عن الفريق، مهما بلغت الإغراءات المالية، وعلى رأسهم إمام عاشور، إلى جانب مصطفى شوبير، حارس المرمى الشاب، ومحمد الشناوي القائد الأساسي للفريق، وياسر إبراهيم، قلب الدفاع المميز.
ووفقًا للمصدر، فقد أبلغ محمد يوسف، المدير الرياضي للنادي، اللاعبين الأربعة بقرار الإدارة بشكل رسمي، في خطوة تعكس رغبة النادي في الحفاظ على قوامه الأساسي، خصوصًا مع اقتراب الفريق من المشاركة في كأس العالم للأندية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية عام 2025، وهو التحدي الذي يستعد له الأهلي بكل قوته، أملاً في تقديم مشاركة مشرفة تليق باسمه وتاريخه.
وفي إطار تقدير النادي لمجهودات إمام عاشور، بدأت الإدارة بالفعل دراسة تعديل عقده المالي، ليتماشى مع ما يقدمه من مستويات متميزة.
وتشير تقارير صحفية إلى أن إدارة الأهلي تنوي رفع راتب اللاعب السنوي من 15 مليون جنيه مصري إلى ما بين 30 و40 مليوناً، ليصبح من أعلى اللاعبين أجرًا داخل الفريق، جنبًا إلى جنب مع عدد من النجوم الكبار مثل الشناوي وعلي معلول.
ويُعد هذا التوجه من جانب النادي جزءًا من خطة الحفاظ على الاستقرار الفني للفريق، خاصة أن عاشور لا يعد فقط من أفضل لاعبي الوسط في مصر، بل من بين أبرز المواهب التي أفرزها الدوري في السنوات الأخيرة، ويمتلك قدرات فنية وبدنية تؤهله للاحتراف في أكبر الدوريات الأوروبية مستقبلاً، في حال استمر على نفس النهج.
قرار الأهلي بعدم التفريط في لاعبيه الأساسيين يعكس رغبة واضحة في السيطرة على البطولات المحلية والقارية خلال السنوات المقبلة، في ظل منافسة شرسة مع فرق قوية في إفريقيا، إلى جانب تطلعات النادي في الظهور بشكل قوي خلال كأس العالم للأندية، الذي يعتبر فرصة ذهبية لإثبات الذات أمام فرق النخبة من مختلف قارات العالم.
وإلى جانب عاشور، فإن تمسك الأهلي بكل من شوبير والشناوي وياسر إبراهيم يؤكد أن الإدارة تضع الاستقرار الدفاعي والحفاظ على التوازن بين الخبرة والشباب كأولوية.
فمحمد الشناوي يمثل عنصر القيادة داخل وخارج الملعب، بينما يظهر مصطفى شوبير كخليفة واعد له.
أما ياسر إبراهيم، فخبرته الطويلة مع الفريق تجعله ركيزة مهمة في الخط الخلفي.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الأهلي قد بدأ بالفعل مرحلة البناء من أجل المستقبل، معتمدًا على قاعدة صلبة من اللاعبين المحليين المميزين، مع الاستفادة من خبراتهم المتراكمة في البطولات القارية، وإبعاد شبح العروض المغرية التي قد تؤثر على استقرار الفريق في وقت حساس من تاريخه.