في تطور جديد يعكس حالة التوتر الإداري داخل أروقة نادي الإسماعيلي، تقدم محمد جمال، عضو مجلس إدارة النادي، باستقالة رسمية من منصبه، كاشفًا عن أسباب وصفها بالجوهرية، تتعلق بأسلوب إدارة النادي، وعلى رأسها الانفراد بالقرارات من قبل رئيس النادي المهندس نصر أبو الحسن وأمين الصندوق.
استقالة محمد جمال من مجلس إدارة الإسماعيلي تكشف عن أزمة داخلية وتراكمات مالية
وأكد جمال في نص استقالته أن هذا النهج أدى إلى مشاكل مالية وقانونية جسيمة داخل النادي، مشيرًا إلى غياب العمل المؤسسي وتهميش أعضاء المجلس في صناعة القرار، مما أضعف من فرص الخروج من الأزمة المالية والإدارية التي تعاني منها القلعة الصفراء.
نصر أبو الحسن: قرارات حاسمة لحماية النادي
وفي المقابل، تحدث نصر أبو الحسن، رئيس النادي الإسماعيلي، في مداخلة هاتفية مع برنامج "كلمة أخيرة" للإعلامية لميس الحديدي على قناة "ON"، مؤكدًا أن إلغاء الهبوط كان ضرورة ملحة لإنقاذ الأندية الجماهيرية، ومن ضمنها الإسماعيلي، من السقوط إلى دوري الدرجة الأدنى.
وأشار أبو الحسن إلى أن 15 ناديًا وافقوا بالإجماع على قرار الإلغاء، بمن فيهم نادي إنبي، مؤكدًا أن القرار لم يُفرض، بل جاء نتيجة توافق عام على ضرورة منح الأندية المتعثرة فرصة للترتيب والاستعداد لموسم جديد أكثر عدالة من حيث عدد المباريات والظروف التنظيمية.
تسوية الديون ورفع إيقاف القيد
وكشف رئيس النادي عن خطة مالية عاجلة، تتضمن تسوية القضايا المرفوعة ضد النادي خلال أسبوعين، مشيرًا إلى ضرورة دفع مبالغ تقدر بـ 9 ملايين دولار لرفع إيقاف القيد والسماح بتسجيل لاعبين جدد.
وأوضح أنه لم يتم الحصول على أي دعم حكومي أو إعانات خاصة خلال الفترة الماضية، وأن النادي يعمل على توفير دخل شهري ثابت من خلال مشروعات استثمارية ستعلن قريبًا، كما سيتم التفاوض لزيادة حقوق الرعاية بما يتناسب مع قيمة وتاريخ النادي الإسماعيلي.
إحالة مخالفات مالية للنيابة
وفي تصريح مثير، أعلن أبو الحسن أن الإدارة الحالية اطلعت على تقارير مالية تؤكد وجود مخالفات حدثت في فترات مجالس إدارات سابقة، مشيرًا إلى أن هذه التجاوزات ستحال إلى النيابة العامة والجهات الرقابية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وذلك استجابة لرغبة أعضاء الجمعية العمومية التي طالبت بمحاسبة المقصرين والمتسببين في الأزمة الراهنة.
استقالة محمد جمال، وما تضمنته من اتهامات بالانفراد بالقرارات، تشير إلى انقسام حاد داخل مجلس الإدارة، وتضع علامات استفهام حول مدى الانسجام بين أعضائه في مرحلة حرجة من عمر النادي كما تفتح الباب أمام إمكانية استقالات أو تغييرات إضافية في الهيكل الإداري، خاصة في حال عدم احتواء الأزمة سريعًا.
تعيش إدارة النادي الإسماعيلي لحظة فارقة، تتطلب قرارات مسؤولة وتعاونًا داخليًا واسع النطاق من أجل استعادة التوازن المالي والفني، في ظل واقع صعب وتحديات متراكمة.
وبين استقالة أحد الأعضاء وخطط الرئيس لانتشال النادي من كبوته، يبقى جمهور الدراويش في انتظار نتائج ملموسة تعيد لفريقهم بريقه المفقود داخل وخارج الملعب.