في لحظة احتفاء استثنائية شهد الفنان الكويتي المخضرم محمد المنيع، صدور كتاب جديد يحمل عنوان "الرائد" يوثق مسيرته الفنية الطويلة، وهو في عمر 95 عاماً ويعد المنيع أكبر فنان كويتي وخليجي على قيد الحياة، بعد أن امتدت رحلته مع الفن والتمثيل لأكثر من سبعة عقود.
كتاب يوثق سبعة عقود من العطاء الفني للفنان الكويتي محمد المنيع
الكتاب الذي صدر مطبوعاً قبل أيام، يعد بمثابة تكريم حي لمسيرة المنيع، وجاء ثمرة عمل استمر لعامين، بدأه الكاتب والباحث المسرحي جمال اللهو بتنسيق مباشر مع عائلة الفنان.
ويقع "الرائد" في 400 صفحة موزعة على 27 فصلاً، تتناول سيرة محمد المنيع منذ ولادته عام 1930، مروراً ببداياته الفنية، وتأسيسه لفرقة المسرح الكويتي، إلى جانب أبرز أعماله التلفزيونية والمسرحية، والجوائز التي حصل عليها، وعلاقاته بزملاء الدرب من الفنانين.
وفي تصريح له لصحيفة "الراي" الكويتية، قال مؤلف الكتاب جمال اللهو، مؤسس ورئيس مهرجان الكويت للمونودراما، إن فكرة تأليف الكتاب جاءت من أبناء الفنان محمد المنيع، الذين كانوا يأملون أن يصدر كتاب يحمل اسم والدهم وسيرته وهو لا يزال على قيد الحياة ليفرح به ويحتفي به محبوه.
وأضاف اللهو أن تأليف "الرائد" اعتمد على أرشيفه الشخصي، إلى جانب مساهمات من عدد من المهتمين الذين يمتلكون صوراً نادرة ووثائق صحفية للفنان محمد المنيع، ليكتمل العمل بعد جهد بحثي وثائقي امتد لعامين.
من الأحمدي إلى خشبة المسرح
وُلد محمد المنيع في عام 1930، وبدأت ملامح موهبته الفنية في الظهور خلال فترة دراسته في مدرسة الأحمدي، حيث تألق في المسرحيات المدرسية، ما جعله محط أنظار المعلمين والجمهور في ذلك الوقت.
ورغم أن المنيع لم يتفرغ تماماً للتمثيل، إذ شغل العديد من الوظائف الحكومية والمهن الحرة، إلا أن شغفه بالفن بقي حاضراً، ورافقه في جميع مراحل حياته.فمنذ ستينيات القرن الماضي، واظب على المشاركة في الأعمال المسرحية والتلفزيونية، تاركًا بصمة واضحة في كل مرحلة مر بها.
أعمال فنية ومسيرة لا تنسى
خلال مسيرته الفنية، شارك محمد المنيع في نحو 60 عملاً تلفزيونياً، من أبرزها مسلسل عبرة شارع الذي عرض عام 2018. كما قدّم ما يقارب 10 مسرحيات ومثلها من الأفلام السينمائية، التي توزعت ما بين عامي 1963 و2015.
ويعد تأسيس فرقة المسرح الكويتي في عام 1964 من أبرز محطات مسيرته، إذ كان أحد المؤسسين الرئيسيين لها، وهي الفرقة التي لعبت دوراً كبيراً في تطور الحركة المسرحية في الكويت والمنطقة الخليجية بشكل عام.
توثيق فني لأجيال المستقبل
يمثل كتاب "الرائد" توثيقاً نادراً وقيّماً لمسيرة فنان كان شاهدًا على مراحل تأسيس وتطور الفن الخليجي الحديث ومن خلاله، يمكن للأجيال الجديدة الاطلاع على تجربة فنية وإنسانية ملهمة، جمعت بين الشغف والبساطة والتحدي.
ويعد صدور الكتاب في حياة الفنان محمد المنيع لحظة فريدة في المشهد الثقافي الكويتي، تمنح الجمهور الفرصة للاحتفاء بتاريخه الطويل، وتقديره على عطائه الفني الممتد.
ويؤكد المتابعون أن "الرائد" لا يُعتبر مجرد كتاب سيرة، بل هو مرجع ثقافي يوثق جانباً كبيراً من تاريخ الفن الكويتي والخليجي، ويُسلط الضوء على رموز ساهموا في بنائه منذ البدايات، في مقدمتهم محمد المنيع، الذي يظل أحد أعمدة هذا المشهد المتوهج حتى اليوم.