شهدت احتفالات برشلونة بلقب الدوري الإسباني هذا الموسم لقطة مثيرة للجدل بطلها النجم الإسباني داني أولمو، الذي خطف الأضواء بطريقة احتفاله غير التقليدية، بعد نهاية المباراة التي خسرها فريقه أمام فياريال بنتيجة 3-2 على ملعب "لويس كومبانيس"، ضمن منافسات الجولة قبل الأخيرة من الليغا.
ورغم الهزيمة المفاجئة أمام ضيفه فياريال، فإن فريق برشلونة كان قد ضمن التتويج بلقب الدوري الإسباني قبل هذه الجولة، ما جعل الخسارة لا تؤثر على موقعه في صدارة الترتيب وفور نهاية اللقاء، أقامت رابطة الدوري الإسباني مراسم التتويج للبطل الكتالوني، وسط أجواء احتفالية كبيرة في معقل البلوجرانا المؤقت.
لكن وسط هذه الأجواء المبهجة، كان لداني أولمو رأي آخر في كيفية التعبير عن فرحته، إذ قرر أن يحتفل بطريقة ساخرة، أعادت للأذهان مشهدًا شهيرًا في الموسم الماضي.
ظهر داني أولمو بعد نهاية مراسم التتويج وهو يحمل كرسيًا بلاستيكيًا على كتفه ويدور به وسط زملائه، في مشهد أعاد للأذهان الاحتفال المثير الذي قام به النمساوي دافيد ألابا لاعب ريال مدريد في موسم 2023، حين رفع كرسيًا في الهواء بعد تتويج فريقه بلقب الليغا، ما أثار حينها موجة من التفاعل والسخرية على منصات التواصل.
ورغم أن احتفال ألابا في السابق لم يكن له تفسير واضح، إلا أنه تحول إلى أيقونة احتفالية، والآن يبدو أن أولمو قرر أن يُقلد تلك اللقطة، لكن بنكهة تهكمية، قد تفسر على أنها رسالة مباشرة تجاه المنافس اللدود ريال مدريد.
اللقطة لم تمر مرور الكرام، حيث تباينت ردود أفعال جماهير كرة القدم على منصات التواصل الاجتماعي.
فبينما اعتبرها البعض لقطة خفيفة الظل تعكس روح الدعابة في لحظة تاريخية بالنسبة لأولمو، رأى آخرون أنها تفتقر إلى الروح الرياضية، وتحمل سخرية مبطنة من خصم تقليدي بحجم ريال مدريد، لا سيما وأن برشلونة كان قد ودع دوري أبطال أوروبا مبكرًا هذا الموسم، عكس غريمه الذي بلغ مراحل متقدمة.
بعيدًا عن الجدل، يمكن القول إن داني أولمو قد قدم موسمًا جيدًا مع برشلونة منذ انضمامه إليه مطلع الموسم الحالي قادمًا من لايبزيغ الألماني، حيث وقع اللاعب على عقد يمتد حتى عام 2030.
وخاض أولمو البالغ من العمر 27 عامًا، 37 مباراة بقميص برشلونة في مختلف البطولات هذا الموسم، سجل خلالها 11 هدفًا وقدم 7 تمريرات حاسمة، في أرقام تعكس تأقلمه السريع مع الفريق الكتالوني.
وفي منافسات الدوري الإسباني تحديدًا، أحرز أولمو 9 أهداف وصنع 4، ليساهم بشكل مباشر في التتويج بلقب الليغا للمرة الثالثة خلال آخر 5 سنوات، والثانية في عهد المدرب تشافي هيرنانديز.
بتتويجه بلقب الدوري الإسباني، يكون برشلونة قد أنهى الموسم محليًا بثلاثية رائعة، بعد أن سبق له الفوز بلقبي السوبر الإسباني وكأس ملك إسبانيا، في موسم وصفه المحللون بـ"الناجح"، رغم الإخفاق القاري.
وينتظر أن يكون لهذا الإنجاز المحلي دفعة معنوية كبيرة للنادي، الذي يستعد لإبرام تعاقدات جديدة الصيف المقبل، وربما تعزيز صفوفه بأسماء قادرة على إعادته للمنافسة الأوروبية.
من الواضح أن احتفالية الكرسي دخلت قاموس احتفالات كرة القدم الإسبانية، فبعد أن افتتحها ألابا بعفوية، ها هو أولمو يُعيدها بأسلوب ساخر في لحظة تتويج فريقه، ما يُثير التساؤل.