اتخذ مجلس إدارة نادي الزمالك قرارًا حاسمًا بمقاطعة اجتماع رابطة الأندية الذي عُقد اليوم الأحد، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات، لكنها في الوقت ذاته حملت رسالة واضحة لا تحتمل التأويل: غياب العدالة والشفافية يدفعنا للانسحاب من مشهد أصبح بلا معنى.
ورغم أن القرار قد يبدو احتجاجًا عابرًا، فإن مصادر من داخل القلعة البيضاء أكدت أن هذه الخطوة جاءت بعد فقدان الثقة التام في آليات اتخاذ القرار داخل الرابطة، خاصة بعد أزمة مباراة القمة الأخيرة، وما تبعها من قرارات أثارت الكثير من الجدل في الشارع الرياضي المصري.
أصل الأزمة يعود إلى القرار الذي صدر مؤخرًا بشأن مباراة القمة، والذي اكتفى بخصم 3 نقاط فقط من النادي الأهلي بدلًا من 6 نقاط، رغم أن اللائحة تنص بوضوح على خصم 6 نقاط حال عدم حضور الفريق المنافس، وهو ما أكده حتى مدير لجنة المسابقات بنفسه، وفق ما كشفته مصادر من داخل الزمالك.
ويرى مجلس الزمالك أن هذا القرار لا يمثل فقط مخالفة صريحة للوائح، بل يعكس تحايلًا على النصوص المنظمة للبطولة، وهو ما يهدد مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص الذي يُفترض أن تقوم عليه منافسات كرة القدم.
من وجهة نظر الإدارة البيضاء، فإن المشاركة في اجتماع الرابطة بعد هذه الواقعة تعني ضمنيًا الاعتراف بشرعية مسار غير نزيه، خاصة أن القرارات تُتخذ -حسب وصفهم- مسبقًا، ولا يُطلب من الأندية سوى الحضور والموافقة عليها كأمر واقع.
وصرحت مصادر داخل النادي قائلة: "مجلس الإدارة يعتبر أن الصمت تواطؤ، والمقاطعة موقف. نحن لا نبحث عن خصام، لكن لا يمكننا أن نكون شركاء في تزييف العدالة".
غياب العدالة يدفع الزمالك للمقاطعة
يؤمن مسؤولو الزمالك أن الرياضة لا تستقيم دون احترام اللوائح، وأن التغاضي عن النصوص الصريحة أو تحريفها يفتح بابًا للفوضى ويفقد البطولات قيمتها، ولهذا جاء القرار بالمقاطعة كـموقف احتجاجي يحمل دلالات أكبر من مجرد غياب عن اجتماع.
واختارت إدارة القلعة البيضاء أن توصل رسالتها بصمتٍ مدوٍّ، فالمقاطعة كانت بمثابة صرخة احتجاج على منظومة باتت -من وجهة نظرهم- تفتقر للحياد والاستقامة.
القرار قد يكون بداية لتصعيد أكبر، إذا لم تتحرك رابطة الأندية لاحتواء الأزمة أو مراجعة قراراتها الأخيرة. وفي ظل الاحتقان الجماهيري واشتداد المنافسة في الأمتار الأخيرة من الموسم، فإن التوترات الإدارية قد تلقي بظلالها على الأجواء الكروية برمتها.
وقد يجبر اتحاد الكرة ورابطة الأندية على فتح باب الحوار مع مسؤولي الزمالك، خاصة إذا امتدت تداعيات المقاطعة إلى المسابقات أو المشاركات الرسمية للنادي.