تُعد كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة العربية التي عُقدت في بغداد، نقطة محورية في مسار القضية الفلسطينية، حيث قدم رؤية واضحة وحكيمة تعكس الدور المصري التاريخي في دعم حقوق الفلسطينيين والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية بأسرها، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تحديات كبيرة ومتعددة الأبعاد. هذه الكلمة لم تكن مجرد خطاب عادي، بل كانت بمثابة روشتة سلام قد تفتح أبواب الأمل لحل النزاعات المتجذرة وتؤكد على أهمية استعادة الحقوق الفلسطينية وفقًا للشرعية الدولية.

مصر وحمل القضية الفلسطينية

  • مصر الدولة الوحيدة التي رفضت تهجير الفلسطينيين رفضًا قاطعًا، وتُبدي موقفًا ثابتًا منذ بداية القضية.

  • تقديم خطة متكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، بهدف تخفيف معاناة أهلها.

  • حرص مصر على إدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين جراء الحصار الإسرائيلي، ما يعكس التزامها القوي تجاه شعب غزة.

موقف مصر في هذه القضية يُبرزها كدولة تتبنى القضية الفلسطينية بقوة، ولا تكتفي بالكلام، بل تتحرك على أرض الواقع لحماية حقوق الفلسطينيين، وتحاول أن تكون جسرًا للسلام في المنطقة.

الرسالة الإنسانية في خطاب السيسي

ركز الرئيس السيسي في كلمته على الجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، موضحًا أن هناك محاولات ممنهجة تهدف إلى إبادة الشعب الفلسطيني وطمس وجوده، بالإضافة إلى سياسة التجويع التي تُمارس ضد سكان غزة، وهذه رسالة واضحة ومباشرة إلى العالم بأن مصر ستظل مدافعة عن الفلسطينيين ضد هذه الممارسات الوحشية.

كما أكد السيسي أن السلام الشامل والعادل لن يتحقق في الشرق الأوسط ما لم تُقم الدولة الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية، مشددًا على أن التطبيع مع إسرائيل لا يغني عن حل عادل للقضية الفلسطينية.

روشتة السلام في الشرق الأوسط

رؤية الرئيس السيسي تضمنت عدة نقاط أساسية يمكن تلخيصها فيما يلي:

  • السلام الدائم لا يتحقق إلا عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

  • ضرورة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية كمرجعية للحل.

  • رفض التهجير القسري للفلسطينيين بأي شكل من الأشكال.

  • دعم إعادة إعمار غزة لتخفيف معاناة السكان.

  • أهمية وقف الجرائم الممنهجة التي تستهدف الفلسطينيين.

هذه الروشتة تمثل خارطة طريق يجب أن تأخذها الدول والمؤسسات الدولية بعين الاعتبار للوصول إلى سلام حقيقي.

التحديات التي تواجه المنطقة العربية

لم يغفل خطاب السيسي التطرق إلى المشاكل التي تعاني منها المنطقة بأسرها، حيث ذكر الأزمة في سوريا، الصراعات في السودان وليبيا، بالإضافة إلى الأوضاع في الصومال، مما يعكس الوعي الكامل بأن السلام في فلسطين مرتبط باستقرار المنطقة العربية بشكل عام.

إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة العربية لم تكن مجرد خطاب تقليدي، بل كانت دعوة صادقة للعالم للعودة إلى صوت العقل والحكمة، وأكدت على الدور المصري المحوري في الحفاظ على القضية الفلسطينية ودعم السلام في الشرق الأوسط، هذه الكلمة التاريخية تضع روشتة واضحة لتحقيق سلام عادل وشامل، وهو السلام الذي لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية حقيقية على أساس قرارات الشرعية الدولية. مصر بذلك تواصل حملها المسؤولية تجاه فلسطين والمنطقة العربية، وتبقى صوتًا قويًا في مواجهة الظلم والاضطهاد.