في تطور مفاجئ ومثير للجدل، أعلن الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني لفريق الأهلي السعودي، رحيله عن النادي وعدم تجديد عقده مع الفريق، في خطوة لم تكن متوقعة على الإطلاق خاصة بعد النجاحات التي حققها خلال الموسم الجاري.
الإعلان جاء بعد ساعات من فوز كبير حققه الأهلي على فريق الخلود بنتيجة 4-1 ضمن منافسات الجولة 32 من دوري روشن السعودي، ليرفع رصيده إلى 64 نقطة في المركز الخامس، متساويًا في النقاط مع نادي النصر، مع تبقي جولتين فقط على نهاية المسابقة.
ورغم أن مركز الأهلي في جدول الترتيب قد لا يعكس الهيمنة الكاملة، إلا أن التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة للمرة الأولى في تاريخ النادي، ألقى بظلاله الإيجابية على موسم الفريق، ورفع من قيمة المدرب يايسله فنيًا وإعلاميًا، وجعل الجماهير تتطلع لاستمراره لمواصلة البناء وتحقيق المزيد من الإنجازات.
بحسب ما كشفه الإعلامي طارق كيال عبر قناة "روتانا خليجية"، فإن القرار بعدم التجديد مع يايسله لم يكن فنيًا بقدر ما كان إداريًا وتخطيطيًا مسبقًا وأوضح أن إدارة النادي كانت قد وقعت اتفاقًا ملزمًا مع المدرب الإيطالي ماسيمليانو أليغري قبل فترة، وذلك في إطار تحضير مبكر للموسم القادم، دون أن تتوقع تطورات الموسم الحالية.
يايسله، من جانبه، أبدى رغبة في الاستمرار مع الفريق، لكنه طالب بتحسين عقده المالي وطلب توقيع عقد طويل الأمد يعكس استقرار المشروع الفني، وهو ما لم يلق قبولًا مباشرًا من الإدارة في البداية إلا أن تتويج الأهلي بلقب دوري الأبطال قلب الموازين وأعاد التفكير في مستقبل الجهاز الفني، ولكن يبدو أن القرار كان قد تم اتخاذه بالفعل.
الأنظار الآن تتجه نحو ماسيمليانو أليغري، المدرب الإيطالي الذي يمتلك سجلًا تدريبيًا غنيًا يشمل التتويج بعدة ألقاب مع يوفنتوس وقيادة ميلان في فترة ذهبية، لكنه أيضًا يخرج من فترة معقدة في مسيرته شهدت انتقادات لأدائه التكتيكي وتحفظه الدفاعي
طارق كيال وصف التعاقد المحتمل مع أليغري بأنه "خطأ كبير"، مشيرًا إلى أن يايسله استطاع خلال موسم واحد فقط تكوين فريق منسجم، صاحب شخصية قوية، ومتوازن هجوميًا ودفاعيًا، وهو ما يصعب إعادة بنائه من الصفر مع مدرب جديد مهما كان اسمه كبيرًا.
جماهير الأهلي تعيش حالة من الانقسام الواضح فبينما ترى فئة أن التغيير قد يجلب استقرارًا وخبرة جديدة للفريق، ترى فئة أخرى أن رحيل يايسله يعد خطوة غير مبررة وتفتقد للحكمة، خصوصًا بعد تحقيق بطولة قارية تاريخية.
على مواقع التواصل الاجتماعي، امتلأت الصفحات بمطالبات بتراجع الإدارة عن قرارها، وإعادة النظر في ملف المدرب، وسط مناشدات بـ"الاحتفاظ بمن جلب المجد"، معتبرين أن استمرار الاستقرار الفني أهم من أي اسم.
حتى اللحظة، لم تصدر إدارة الأهلي بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي ما أثير حول التعاقد مع أليغري، ولا بشأن رحيل يايسله، لكن مصادر متطابقة أكدت أن الإعلان الرسمي سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة، فور انتهاء الدوري رسميًا.
يبقى الأكيد أن الأهلي مقبل على مرحلة مفصلية، سواء بالتجديد للمدرب الذي أعاد الأمل والبطولات، أو بفتح صفحة جديدة مع اسم لامع عالميًا، لكن لم يخض من قبل تجربة في الشرق الأوسط.