رغم الفوز المثير الذي حققه الأهلي المصري في الدقائق الأخيرة على حساب البنك الأهلي، إلا أن العنوان الأبرز بعد صافرة النهاية لم يكن هدف الانتصار، بل تصرفات الظهير التونسي علي معلول التي أثارت تساؤلات وغضبًا واسعًا بين جماهير القلعة الحمراء.
الأهلي عزز صدارته للدوري المصري بفوز صعب بنتيجة 2-1 في الجولة السابعة من مجموعة التتويج، في لقاء استمر حتى الدقيقة 96، حين سجّل المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي هدف الفوز القاتل، مانحًا فريقه ثلاث نقاط ثمينة في سباق الحفاظ على اللقب.
لكن ما بعد الهدف كان الحدث الأبرز، حين لفت علي معلول الأنظار إليه بطريقة لم تكن متوقعة. دخل اللاعب بديلاً في الدقيقة 90 بدلًا من إمام عاشور في آخر تبديلات المدير الفني عماد النحاس، إلا أن مشاركته المحدودة لم تكن سوى خلفية لمشهد أكبر أثار الاستغراب: اللاعب التونسي رفض الاحتفال بالهدف، وغادر الملعب مباشرة بعد صافرة النهاية، دون مصافحة زملائه أو المشاركة في فرحة الانتصار.
تصرف معلول لم يمر مرور الكرام، وتحوّل إلى موضوع نقاش واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا وأنه أحد أبرز نجوم الأهلي خلال السنوات الأخيرة، ويملك مكانة خاصة لدى الجماهير بفضل ما قدمه من مستويات عالية منذ انضمامه إلى الفريق.
وتعود خلفية هذا التوتر إلى وضع اللاعب الحالي في الفريق. منذ إصابته في مايو من العام الماضي خلال نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الترجي، والتي تمثلت في قطع بوتر أكيليس، غاب معلول لفترة طويلة عن الملاعب. وبعد عودته وتماثله للشفاء، لم يحصل على فرصة المشاركة المنتظمة، رغم قيده في القائمة المحلية والأفريقية للأهلي منذ شهر فبراير الماضي.
الكثيرون راهنوا على عودة معلول للتشكيل الأساسي عقب رحيل المدرب السويسري مارسيل كولر، وتعيين عماد النحاس على رأس الجهاز الفني، خاصة وأنه سبق أن عبّر عن رغبته في الاستفادة من خبرات العناصر المخضرمة. لكن الواقع خالف التوقعات، حيث بقي اللاعب حبيسًا لدكة البدلاء، وهو ما يبدو أنه دفعه إلى التعبير عن امتعاضه بشكل غير مباشر خلال لقاء البنك الأهلي.
سلوك معلول قُوبل بانتقادات واسعة من جانب جماهير الأهلي، التي اعتبرت تصرفه غير مبرر، خصوصًا في وقت حساس من الموسم، وفي مباراة احتاج فيها الفريق إلى تركيز وجهد جماعي حتى اللحظة الأخيرة. كما طالبت بعض الآراء بضرورة تقديم توضيح من اللاعب أو الإدارة الفنية لشرح الموقف، وتوضيح ما إذا كانت هناك أزمة داخلية يجب معالجتها سريعًا.
في المقابل، تعاطف بعض المتابعين مع اللاعب، مشيرين إلى أن ما فعله قد يكون نتيجة طبيعية للإحباط المتراكم منذ عودته من الإصابة، ورغبة قوية في العودة للمشاركة بعد سنوات من العطاء المتواصل مع الفريق.
ومن المعروف أن علي معلول يُعد من أكثر المحترفين استقرارًا وتأثيرًا في تاريخ الأهلي، حيث ساهم في العديد من البطولات، وترك بصمة واضحة في كل المواسم التي خاضها مع الفريق منذ انتقاله من الصفاقسي التونسي في عام 2016.
تبقى الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مستقبل العلاقة بين معلول وإدارة الأهلي، فإما أن يكون ما حدث مجرد لحظة انفعال عابرة، أو بداية لمرحلة جديدة من التوتر قد تفتح باب الرحيل أمام اللاعب التونسي في نهاية الموسم.
أما الأهلي، فرغم فوزه الثمين، يبدو أن أمامه تحديًا آخر خارج الملعب، يتعلق بإعادة التوازن في غرفة الملابس، وضمان وحدة الصف قبل الدخول في المراحل الحاسمة من سباق التتويج بالدوري والبطولات القارية.