في إطار البحث عن بدائل صديقة للبيئة في مجال التبريد ظهرت تقنيات جديدة تحمل وعودا كبيرة بإحداث نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي ومن بين هذه الابتكارات تبرز مادة واعدة قد تغير مفهوم أجهزة التكييف كما نعرفه اليوم

فكرة الابتكار الجديد
تعتمد التقنية الحديثة على مادة شمعية بيضاء ناعمة تمتاز بخصائص فيزيائية غير تقليدية
تتفاعل هذه المادة مع الضغط بدرجة حرارة تتغير بشكل كبير يفوق خمسين درجة
يتم تصنيف هذه المادة ضمن ما يسمى بالمبردات الصلبة وهي تختلف تماما عن الغازات التقليدية
يتم تطوير هذه المادة ضمن مساع علمية لإنتاج أجهزة تبريد لا تسبب انبعاثات حرارية ضارة

مزايا المادة مقارنة بالحلول التقليدية
لا تتعرض هذه المادة لخطر التسرب بعكس الغازات التي تُستخدم حاليا في أجهزة التبريد
تتميز بكفاءة عالية في استهلاك الطاقة ما يجعلها خيارا اقتصاديا وبيئيا
يمكن تصنيعها باستخدام مركبات متوفرة نسبيا ما يجعل إنتاجها مجديا من الناحية الصناعية
تساهم في تقليل الانبعاثات التي تنتج عن المكيفات التقليدية والتي تؤثر على المناخ بشكل مباشر

جهود البحث العلمي في تطويرها
يعمل فريق بحثي بقيادة أكاديمي متخصص في فيزياء المواد على دراسة خصائص هذه المادة منذ سنوات
تُجرى التجارب في جامعة كامبريدج باستخدام أجهزة دقيقة تقيس استجابة المادة للضغط
الهدف من الأبحاث هو التوصل إلى الصيغة المثلى التي تحقق أفضل نتائج تبريد باستخدام أقل قدر من الطاقة
يركز الباحثون أيضا على فهم البنية الجزيئية الدقيقة للمادة رغم بقاء تفاصيلها سرية

الآلية الفيزيائية لعمل المادة
تتكون المادة من بلورات تحتوي على جزيئات تدور حول نفسها بحرية
عند تعريض هذه الجزيئات للضغط تتوقف عن الدوران وتُطلق طاقتها على شكل حرارة
بمجرد تحرير الضغط تعود الجزيئات إلى وضعها الأصلي ما يؤدي إلى انخفاض كبير في درجة الحرارة
يُعرف هذا التغير الحراري بتأثير باروكالوري وهو أساس عمل التقنية الجديدة
يمثل هذا الابتكار خطوة هامة نحو مستقبل أكثر استدامة في عالم التبريد
إذا نجح العلماء في تطوير هذه التقنية تجاريا فقد تصبح بديلا فعالا للمكيفات الحالية
وهو ما من شأنه أن يساهم في خفض البصمة الكربونية عالميا وتعزيز كفاءة الطاقة في البيئات السكنية والصناعية على حد سواء