في خطوة تؤكد أهمية العاصمة الإدارية الجديدة كمشروع وطني استراتيجي، تناولت دراسة علمية حديثة أهمية هذا المشروع من منظور الأمن القومي والاستدامة والتطور التكنولوجي، وقد نال بها اللواء أركان حرب مهندس شعبان ضاحي عباس درجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، تحت عنوان «المدن الذكية وتأثيرها على الأمن القومي»، حيث أكدت الرسالة أن العاصمة الإدارية ليست مجرد توسع عمراني، بل تمثل نقلة نوعية في مفاهيم التنمية الحضرية الذكية التي تدعم الأمن وتحسن جودة حياة المواطنين، وترتقي بمستوى الخدمات من خلال الاعتماد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحكم الذكي بالبنية التحتية والخدمات العامة

أهمية المدن الذكية في دعم الأمن القومي

تناولت الرسالة مفهوم المدن الذكية وتأثيرها المباشر على الأمن القومي من خلال:

  • تحسين الرقابة والسيطرة على الموارد والخدمات عبر التكنولوجيا المتقدمة

  • تقليل فرص الحوادث والكوارث من خلال أنظمة إنذار مبكر وشبكات مراقبة ذكية

  • إدارة مرافق الدولة بكفاءة عالية تعزز الاستقرار المجتمعي والاقتصادي

  • توفير بيئة آمنة ومستقرة تساهم في تحقيق التنمية المستدامة

وأكدت الدراسة أن المدن الذكية ترفع من كفاءة إدارة الأزمات، وتدعم اتخاذ القرار بناءً على بيانات لحظية دقيقة

العاصمة الإدارية كنموذج للمدن الذكية في مصر

استعرضت الرسالة العناصر التي تميز العاصمة الإدارية الجديدة، منها:

  • المساحات الخضراء التي تصل إلى 15 مترًا مربعًا للفرد، مما يعزز جودة الحياة

  • الشوارع الواسعة التي تصل إلى 124 مترًا، بما يسهل الحركة ويقلل الزحام

  • شبكة مواصلات متقدمة تشمل القطار الكهربائي والمونوريل والنقل الذكي

  • بنية تحتية معلوماتية داخل كل مبنى تدعم الإدارة الذكية للمرافق والخدمات

وتمت الإشارة إلى أن العاصمة الإدارية هي أول مدينة مصرية تستوفي معايير المدن الذكية العالمية

الدور المحوري لمركز القيادة والسيطرة

أبرزت الدراسة دور مركز القيادة والسيطرة في العاصمة الجديدة، حيث يعتمد على:

  • أنظمة مراقبة متطورة تغطي جميع مناطق المدينة بالكاميرات وأجهزة الاستشعار

  • شاشات تفاعلية لعرض وتحليل البيانات الفورية حول الخدمات والمرافق

  • توجيه فِرق الصيانة والطوارئ إلى مواقع الأعطال بسرعة وفعالية

  • تعزيز الأمن والسلامة العامة من خلال مراقبة الحركة وتحديد أي مخالفات أو تهديدات

ويعد هذا المركز قلب المدينة الذكي الذي يدير جميع العمليات الحيوية لحظة بلحظة

نقل المؤسسات الحكومية للعاصمة الإدارية

أشارت الرسالة إلى خطوات الدولة في نقل المؤسسات الحكومية إلى العاصمة الجديدة، ومنها:

  • انتقال مقر رئاسة الوزراء والبرلمان والمقار الرئاسية

  • توزيع إدارات الوزارات بطريقة ذكية تضمن كفاءة الإدارة وسرعة الأداء

  • تخفيف الضغط على العاصمة القديمة وتحقيق توزيع عمراني متوازن

هذا الانتقال يساهم في ترسيخ مكانة العاصمة الإدارية كمركز سياسي وإداري متكامل
خلصت الدراسة العلمية إلى توصية واضحة بضرورة الاستثمار في العاصمة الإدارية الجديدة، باعتبارها فرصة استثمارية واعدة تحمل في طياتها تطورًا عمرانيًا وتكنولوجيًا غير مسبوق في مصر، كما أكدت أن استكمال البنية التحتية الحديثة والاعتماد على تقنيات المدن الذكية يعزز من جاذبية المشروع سواء للمستثمرين المحليين أو الأجانب، مما يجعل من العاصمة الإدارية نموذجًا حضاريًا متكاملًا يعكس طموحات الدولة في بناء مستقبل آمن ومستدام للمواطن المصري