في خضم العاصفة التي تهز أوساط صناعة الموسيقى والترفيه العالمي، جاء تصريح نجم البوب الكندي جاستن بيبر لينفي الشائعات المتداولة حول تعرضه لأي نوع من الإساءة من قبل مغني الراب الأمريكي الشهير شون "ديدي" كومبس ومع تصاعد الاتهامات القانونية التي تطارد ديدي والمتعلقة بقضايا اتجار جنسي واعتداءات جسدية ونفسية، تحول الأمر إلى ما يشبه زلزالًا أخلاقيًا يهز الثقة في رموز عالم الفن، ويضع العدالة في اختبار حقيقي.
نفي جاستن بيبر.. وشهادات صادمة تلاحق ديدي: قضية هزّت عالم الترفيه
بدأت الشكوك تدور حول العلاقة بين جاستن بيبر وديدي بعد إعادة تداول مقاطع فيديو قديمة، ظهر فيها بيبر في الخامسة عشرة من عمره وهو يقضي وقتًا طويلاً مع ديدي في مناسبات متعددة إحدى هذه المقاطع أظهرت ديدي يتحدث علنًا عن "قضاء 48 ساعة" برفقة بيبر، مشددًا على ضرورة "الاحتفاظ بالتفاصيل سرية"، وهو تصريح أثار موجة من الجدل والريبة بين المتابعين.
انتشرت هذه المقاطع كالنار في الهشيم، خصوصًا بعد فتح ملفات تحقيقات جديدة في سبتمبر 2024، حيث بدأت تُرفع قضايا ضد ديدي من قبل عدد من الأشخاص الذين اتهموه بشكل مباشر بارتكاب جرائم اعتداء واغتصاب واتجار بالبشر.
تصريح رسمي من ممثل جاستن بيبر
في خضم هذا التصاعد المثير، خرج ممثل جاستن بيبر بتصريح رسمي لموقع Page Six، أوضح فيه موقف بيبر من القضية، قائلًا: "جاستن ليس من بين ضحايا ديدي، لكن هناك أشخاصًا تضرروا منه فعلًا، وتشتيت الانتباه عن ذلك يُنتقص من العدالة التي يستحقونها".
هذا التصريح جاء ليفصل جاستن عن القضية بشكل مباشر، مع التأكيد على دعم بيبر الكامل للضحايا الحقيقيين، في موقف نال تقدير كثير من المتابعين، خصوصًا في ظل صمت استمر طويلًا من جانب جاستن، الذي قيل إنه كان مشغولًا آنذاك بحياته الخاصة مع زوجته هايلي بيبر، وطفلهما الأول "جاك بلوز".
شهادات صادمة من الضحايا
في تطورات موازية، شهدت إحدى المحاكم في نيويورك شهادة مفاجئة من إحدى المغنيات والشريكة السابقة لديدي، التي تحدثت على مدى ثلاثة أيام متتالية عن ما وصفته بـ"جحيم مستمر" من الاعتداءات الجسدية والنفسية، التي تقول إنها استمرت من 2007 وحتى 2018.
واحدة من أخطر الشهادات التي قدمتها كانت عن حادثة تعود لعام 2016، موثقة بكاميرات مراقبة، قالت إنها تعرضت فيها للضرب والإهانة، مضيفةً أن تلك الحادثة كانت "القشة التي قصمت ظهر البعير"، لكنها لم تجد الجرأة حينها للكشف عنها.
هذه الشهادة، إلى جانب شهادات أخرى بدأت تظهر تباعًا، تعطي القضية أبعادًا أكبر مما كان متوقعًا، وتُبرز حجم الانتهاكات التي يُزعم أن ديدي ارتكبها على مدى سنوات، في صمت وسكوت من دوائر قريبة منه، سواء في الوسط الفني أو الإعلامي.
الاعتقال وبداية العاصفة القانونية
تم اعتقال ديدي رسميًا في سبتمبر 2024، بعد سلسلة من التحقيقات التي بدأت سرًا واستمرت لعدة أشهر منذ ذلك الحين، وُجهت إليه اتهامات من عدة أطراف بالاغتصاب، والانتهاك الجنسي، والتلاعب النفسي، فضلًا عن تهم تتعلق بالإتجار بالبشر تحت غطاء الشهرة والسلطة.
بالرغم من هذه الاتهامات الثقيلة، يواصل ديدي وفريق دفاعه نفي جميع الادعاءات الموجهة إليه، واصفين إياها بأنها "محاولات تشويه سمعة يقف خلفها أعداء النجاح" لكن هذه الدفاعات القانونية تواجه تحديات هائلة، خصوصًا مع تزايد عدد الشهود والأدلة التي يتم تقديمها للمحاكم.
ماذا تعني هذه القضية لصناعة الترفيه؟
بعيدًا عن الأشخاص المعنيين، فإن قضية ديدي تفتح ملفًا شائكًا يتعلق بالتوازن بين السلطة والمحاسبة في عالم الترفيه. فكيف يمكن لمغني أو نجم يملك ثروة ونفوذ أن يظل بعيدًا عن العدالة لعقود، في حال ثبتت الاتهامات؟ وكيف يمكن لمؤسسات إنتاجية وموسيقية ضخمة أن تتغاضى عن سلوكيات مقلقة طالما أن العائد المادي مستمر؟
تثير هذه الأسئلة نقاشات جدّية حول ثقافة "النجومية المطلقة" التي تحيط بعض الشخصيات بهالة من الحصانة، وتخلق حولهم دائرة يصعب فيها على الضحايا التعبير عن معاناتهم، أو حتى تصديق أنفسهم أحيانًا.
رسالة جاستن: الدعم الحقيقي للضحايا
في هذا السياق، يحمل تصريح جاستن بيبر دلالة قوية فهو لم يكتفِ بالنفي فقط، بل أشار أيضًا إلى أهمية توجيه التركيز نحو الضحايا الحقيقيين بدلًا من الانشغال بالشائعات. إنها رسالة توحي بنوع من الوعي الاجتماعي والمسؤولية، خاصة عندما تأتي من نجم عالمي بحجم جاستن بيبر، الذي يملك تأثيرًا كبيرًا على شريحة الشباب حول العالم.